في البداية، اعتقدت السلطة أن الرصاص والغاز المسيل للدموع سيعيدان المتظاهرين إلى بيوتهم. وحين ارتفعت أعداد المتظاهرين إثر استخدام العنف، تحركت الأجهزة السياسية بدلا من الأمنية:
ألغت الحكومة المناقصات، لكن الشارع لم يهدأ. فحتى الساعة، ما من خطة واضحة للنفايات. فأخرج رئيس المجلس النيابي من قبعته مبادرة طاولة الحوار. لكن الشارع لم يهدأ. فلا رجاء من طاولة سيتحلق حولها ستة عشر شخصا، كلهم من الذكور الذين تجاوز معظمهم الستين عاما. فكان أن تبرع فرع آخر من فروع النظام للرد في الشارع على الحراك المدني، وكأن هذا الحراك لا يعرف قدرة زعماء الطوائف على حشد طوائفهم.
وحين لم ينفع كل ذلك، لجأ وزير الداخلية إلى نبش القبور، ليعلن اليوم من دون مناسبة أن “الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يزال وهو في ضريحه له الكلمة الفصل بين الحق والباطل”. موقف مستغرب ممن أطلق في الأسبوعين الماضيين كما من الأكاذيب الموثقة بالصوت والصورة.
أما “حزب الله”، فسارع إلى طلب ما يشبه النأي بالنفس، فلا يزج اسمه بين الفاسدين ولا يجري الخلط بين قدراته القتالية وقدراته الإصلاحية.
أما “القوات اللبنانية” فطالبت، أسوة ب”التيار الوطني الحر”، برفع اسمها عن لائحة الفساد السوداء، ورفع رئيسها الدكتور سمير جعجع شعار الانتخابات الرئاسية الآن، رافضا تلبية الدعوة إلى طاولة الحوار.
في مواجهة هذه الحركة السياسية، دعت حملة “طلعت ريحتكم”، من أمام وزارة البيئة، إلى تظاهرة في 9 أيلول ردا على “انعقاد طاولة الحوار السلطوية”، وذلك بالتزامن مع اعتصامات شملت النبطية، مرجعيون، بعقلين، وشتورا.