لم يصل اجتماع الدوحة إلى دخان ابيض، ولكن لا دخان اسود، بل تحدث البيان في ختام اليوم الثاني عن أن المباحثات جرت في أجواء إيجابية.
البيان كشف عن اجتماع لكبار المسؤولين من حكومات المشاركين، في القاهرة الاسبوع المقبل.
وبلغة حاسمة، انتهى البيان إلى القول: “لم يعد هناك وقت نضيعه، ولا أعذار يمكن أن تقبل من أي طرف، تبرر مزيدا من التأخير. لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وبدء وقف إطلاق النار” .
ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل، فهل تشكل تفاصيل الخلافات اللغم الذي يفجر الاتفاق، أم ان الجميع باتوا في حاجة ماسة إلى إنهاء الحرب.؟
ماذا يعني الاسبوع المقبل؟ هل هي جرعة أوكسيجين لعدم الرد على اغتيال هنية وشكر؟ أم إن الرد منفصل…؟ الجواب هنا مطلوب من إيران ومن حزب الله.
بالتزامن، وقبل ساعات من بيان الدوحة، قفز إلى واجهة التطورات الفيديو الذي نشره حزب الله، والذي وجه من خلاله رسائل إلى أكثر من عنوان: واشنطن، وتل ابيب. الفيديو جاء تحت عنوان “جبالنا خزائننا”، ويتضمن ما سماه “منشأة عماد 4″، ويحوي مشاهد داخل أنفاق، عن شاحنات وراجمات صواريخ وتجهيزات عسكرية.
وكتب موقع المنار عن هذه المنشاة: “هذه واحدة من سلسلة منشآت ليس معلوما عددها الحقيقي، سيكون لدى المقاومة قدرة الضربة الثانية حسبما تسمى في العلوم الاستراتيجية.
ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها حزب الله هذا الأسلوب ، ولعله من المرات البارزة التي استخدمه فيها، حين بث فيديو عن صواريخ أثناء أزمة كاريش ومنصة الحفر.
يبقى تفكيك شيفرة هذا الفيديو، وما قصده حزب الله من وراء بثه…؟ ما يفترض ترقبه هو تعليق كل من تل أبيب وواشنطن على هذا الفيديو.
بالعودة إلى لبنان: “الحياة بتكمل” ليست مجرد شعار، بل هي واقع على الأرض، وفي الجو… فبعدما انتقلت الحرب إلى مرحلة تصعيدية وتصاعدية، منذ اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر، تضاعفت المخاوف، وأعلنت أكثر من شركة طيران وقف رحلاتها إلى بيروت. في الفترة الاخيرة، الغى بعض هذه الشركات قرار تعليق الرحلات ثم عاود تسييرها إلى بيروت، واللافت أن رحلات الوصول تشهد ازدحاما. والطائرات “مفولة”.