عندما يقال ان لا واشنطن ولا طهران تريدان توسع الحرب في الشرق الاوسط، فلا بد من استعادة مواقفهِما.
طهران كشفت امس خطتَها للسياسة الخارجية، فأعلن وزيرها عباس عراقجي ان اولويتَها ادارةُ التوترات مع واشنطن والتحرك في اتجاه محاولة رفع عقوباتها لاراحة الاقتصاد الايراني. ومن يضع هذه الاولويات، فهو حتما لا يريد توسعَ الحرب.
واشنطن التي ايضا لا تريد تفلتَ الحرب، تتحرك على جبهتين:
-جبهةٌ يقودها رئيسُ هيئة الاركان المشتركة للجيش الاميركي في جولة مفاجئة في المنطقة تهدف لمنع اي توسع للصراع، في ظل قوة ردع اميركية كبيرة .
-وجبهة يقودها وفدُها المفاوض في القاهرة مع كل من قطر ومصر، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين اسرائيل وحماس، حول نقطتين اساسيتين هما كيفية تأمين المناطق الرئيسية وعودة سكان قطاع غزة الى شماله.
مفاوضاتُ القاهرة التي تبدأ غدا، سيستمع الى تطوراتها وفدُ حماس المتوجه الى هناك برئاسة خليل الحية.
والوفد الذي يمثل جناحَ ايران القوي في الحركة، يتمسك بما اسماه مطلعون “قشةَ الصفقة” منعا لافشالها، وهو سيستمعُ لما سينقلُه الوسطاء من تطورات المحادثات، لا سيما ما قبلت به اسرائيل، التي ايضا لا تريدُ الحربَ الواسعة، ليبنى على الشيء مقتضاه.
حتى الساعة، تقول المعلومات ان فشلَ المحادثات ممنوع، والاملَ في نجاحها صغير. أما استمرارُها فمُتوقع لأن الكل يريدُه، والوقت المستقطع حتى الوصول لنهايتها كفيل بتبريد رد ايران وحزبِ الله وتاليا ميدان المنطقة.
على هذا الاساس، نبدأ من لبنان، حيث بيننَا من لم يفقد الشجاعة، ومن يُعطينا الامل بأنه ما في شي صعب…
بطلُنا ارز زهر الدين.