فجرا غارة مزلزِلة على منطقة البسطة: الرواية الأولى أن القيادي في حزب الله طلال حمية هو المستهدف، وهو الذي وضعت الولايات المتحدة الأميركية جائزة بقيمة سبعة ملايين دولار لمعرفة مصيره. ثم جاءت الرواية الثانية، وهي التي أعلنها الإسرائيلي، أن المستهدف هو محمد حيدر مسؤول العمليات في الجنوب وقد تسلم مسؤولياته بعد اغتيال القادة العسكريين، ليطل نائب بيروت عن “حزب الله” أمين شري من أمام المبنى المستهدف، وبعد قرابة اثنتي عشرة ساعة على الغارة، ليعلن ألا وجود لأي شخصية حزبية في المبنى المستهدف. ويتابع شري: “هذا العدوان الثامن على بيروت وليس هناك أي هدف عسكري في هذه الاستهدافات، وفقط الهدف الترويع وايجاد صدمة لدى اهالي بيروت”، ثم معطى إسرائيلي يقول نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية ان العملية في بيروت استهدفت بالفعل القيادي بحزب الله محمد حيدر لكنها فشلت.
لم يحجب هذا الإنشغال ما شهده الجنوب من استمرار عمليات التوغل الموضعية والتي حاول حزب الله التقليل من أهميتها.
في الملفات السياسية والدبلوماسية، قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي ما زال يلقي بثقله على مسار التفاوض والورقة الأميركية وموقف نتنياهو منها والذي يتشدد أكثر فأكثر حيال إشراك فرنسا في لجنة المراقبة، ويتهمها بأنها دفعت في اتجاه صدور القرار من خلال القاضي الفرنسي في المحكمة.
عملية خلط الأوراق كيف يمكن أن تتظهَّر الأسبوع المقبل؟ هل يعود آموس هوكستين؟ المعطيات من العاصمة الأميركية ترجِّح أن هوكستاين لن يعود ما يعني أن مهمته قد انتهت.
وفي انتظار الموفد الجديد ستيف ويتكوف الذي لن يباشر مهامه الا بعد دخول ترامب الى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني المقبل، ما يعني اننا سنكون امام قرابة الشهرين من الفراغ الدبلوماسي الذي تملؤه الحرب.
وإذا كانت أهداف إسرائيل واضحة في مواصلة هذه الحرب؟ فما هي أهداف حزب الله ومن ورائه إيران؟ وهل يتوافق الهدف مع القدرة؟ أم لم يعد هناك خيار غير الصمود، ولو بأي ثمن؟