IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “LBCI” المسائية ليوم الاحد 22-11-2015

lbc

لا خلاف على تحديد معنى استقلال الدول: فالدولة المستقلة هي تلك التي تحكم نفسها بنفسها. تلك التي تنفرد بإدارة شؤونها الداخلية والخارجية. تلك المتحررة من الاستعمار الجديد القائم على السيطرة الاقتصادية. تلك المرتكزة إلى مقومات الحاكم والحكومة والبرلمان المستقل والمؤسسات المدنية.

بعد اثنين وسبعين عاما على استقلالنا، وصلنا إلى التالي: نحن في دولة تحكمها تنازعات اقليمية ودولية، دولة لا رأس لها، حكومتها غائبة عن الوعي، وبرلمانها مشلول. دولة تتشارك في قراراتها مع زعامات وأحزاب تتحكم بمفاصلها.

نحن في دولة حجم دينها العام يفوق السبعين مليار دولار، وهي خاضعة لاستعمار اقتصادي ضاغط. نحن في دولة نهش الفساد جسمها حتى تآكلت كل مؤسساتها، حتى المدنية منها.

في المختصر، نحن في “دولة زبالة”، حكامها يصفهم رئيسها بالنفايات السياسية، شوارعها نفايات حقيقية، مواطنوها حدث ولا حرج، فهم من يجتر الطبقة السياسية منذ سنوات، ويعيد إحياء جثتها المهترئة.

اليوم وبعد 72 سنة على ذكرى الاستقلال، إما نستفيد مما زرعه الحراك الشعبي الذي كسر حواجز الخوف من السلطة، فنبادر نحو قيام دولة علمانية، حقوقنا فيها كأفراد تعلو كل الحقوق، وإما نعيش على أطلال عرض عسكري يذكرنا بشيء ما، اسمه استقلال.