بري يرد على عون، وقبلان يرد على الراعي… وهكذا انفجرت بين بعبدا وعين التينة وبين بكركي والمجلس الشيعي الأعلى.
زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الصرح البطريركي في بكركي، وهي الخروج الاول للرئيس عون من بعبدا، فجرت ما تختزنه القلوب الملآنة بين القصر الجمهوري ومقر الرئاسة الثانية في عين التينة… فالرئيس عون، وفي كلمته في بكركي، قال “إن جميع مؤسساتنا أصيبت بالوهن بسبب التمديد المتمادي لمجلس النواب”.
ما كادت هذه الكلمة تنتهي حتى سارع الرئيس بري إلى الرد، فاعتبر ان تعطيل انتخاب الرئيس كانه أسوأ على المؤسسات بما في ذلك مجلس النواب…
لم يقف الإنفجار عند هذا الحد، بل بلغ بكركي والمجلس الشيعي، فالبطريرك الراعي في كلمته اعتبر انه لا يجوز استبدال “سلة الشروط” بصيغ التشبث بحقائب وباستخدام الفيتو من فريق ضد آخر، وهذا مخالف للدستور… لم يأت الرد من عين التينة أيضا علما انها هي المقصودة بهذا الكلام، بل جاء الرد من الشيخ عبد الأمير قبلان الذي قال “طرحنا ضرورة انجاز تفاهمات ضمن سلة حل، لتجنب أزمات نحن بغنى عنها”.
هذا الإنفجار، هل تصل شظاياه إلى ملف تشكيل الحكومة؟ وهل يؤدي هذا التصعيد إلى إطاحة عملية التشكيل؟ وأين يقف حزب الله من هذا السجال؟ هل يتفرج على حليفه الرئيس بري، والذي كلفه ملف الحكومة؟ وعلى المرجعية عبد الامير قبلان؟ هل يسترد ملف التفويض من الرئيس بري ليدخل على خط التفاوض مباشرة مع رئيس الجمهورية؟
يبدو أن الازمة أعمق من مسألة حصص وتوزيع حقائب، إنها أزمة ثقة تتجسد في أكثر من مناسبة: تظهرت بين الرئيس بري والرئيس عون في جلسة الانتخاب في الحادي والثلاثين من تشرين الاول الماضي، وتظهرت من جديد اليوم في رد بري على الرئيس عون، فهل تدفع الحكومة، قبل ان تولد، ثمن انعدام الثقة هذا؟