زوبعة في فنجان انتهت بأن المعالجة تكون على فنجان قهوة، هكذا نقشت مع العقل والمنطق بعدما عادت الامور الى حجمها الطبيعي ليتبين ان ما اثير لم يكن رمانة Take out me بل قلوب ملآنة من نجاح برنامج كسر كل الارقام واطاح كل سقوف التوقعات. اخرجت القلوب الملآنة ما تخبئه من رعب من النجاح، فحاولت استنفار الرأي العام والوزارة المعنية التي بشرنا حامل حقيبتها مشكورا انه سيعمل على الغائها، كما حاولت استنفار المجلس الوطني للاعلام الذي يشكو من دوره الاستشاري المنزوع الصلاحية، لكن المحاولات اليائسة لايجاد بيئة حاضنة للانقضاض على البرنامج باءت بالفشل فانتهت الزوبعة في فنجان على فنجان قهوة، نقشت مع الاعلام بإبراز ان العاصفة التي هبت لم يكن من لزوم لها، فهي ان حققت شيئا فهو انها حرفت الانظار ولو لحين عن ملفات تخدش السلامة العامة وتخدش الخزينة العامة وتخدش البيئة العامة وتخدش الديمقراطية. سموم الكوستا برافا ومصب نهر الغدير اكثر خطرا من جرأة برنامج تلفزيوني، المناقصات المشبوهة والموصوفة بعيوب نفخ الاسعار اكثر خطرا من جدل عقيم حول سقف الحريات والهاء الرأي العام بمشاريع قوانين انتخابية، حينا على الاكثري وحينا اخر على النسبي واحيانا على المختلط بين الاكثري والنسبي، واحيانا على التأهيل على القضاء، اكثر خطرا من برنامج ذنبه الوحيد انه يقدم مادة ترفيهية للمشاهد تنسيه ولو لفترة قصيرة كوابيس بالجملة. كان المطلوب مساءلة الاعلام، لم يتحقق الهدف، بل ان ما تحقق هو مساءلة الحكومة في السابع من شباط المقبل، صحيح انها في القصر من مبارح العصر، لكن ثقافة المساءلة يجب ان تعود بعدما كاد ان ينسى اللبنانيون هذا التقليد، بالمناسبة اليس ما يخدش الديمقراطية حتى العظم، ان اخر مساءلة من مجلس النواب لحكومة تمت في تشرين الاول من العام 2012؟ يمكنكم ان تتصوروا حجم التلكؤ والاهمال حين تكون المسافة الزمنية بين مساءلة ومساءلة خمسة اعوام، هذا وحده يحتاج الى مساءلة.