لسياسة النأي بالنفس التي تتخذها الحكومة اللبنانية، اسم واقعي هو سياسة النعامة. ولمن لا يعرف ما هي هذه السياسة هي بكل بساطة عندما تخفي النعامة رأسها في الرمل لحماية نفسها من الصيادين.
هؤلاء الصيادون كثر والمواضيع الخلافية كذلك وكلما ابتعدت السلطة السياسية عن معالجة المشاكل بنقد بناء كلما اقترب البلد كله من المأزق.
مشاركة الوزيرين حسين الحاج حسن وغازي زعيتر في معرض دمشق الدولي كادت تفجر جلسة الحكومة اليوم.
فعلى الرغم من ان الوزيرين المعنيين لم يطرحا موضوع الزيارة على الجلسة طرحها وزراء القوات ما كشف انقسام الحكومة وانفصامها. اما محاولة الرئيس سعد الحريري النأي بالحكومة عن هذا الموضوع فستكون تحت مجهر ما تخبئه الايام المقبلة.
ففي حين تتحدث اوساط حكومية عن ان لا وفد اقتصاديا سيشارك في المعرض و لاتغطية لهذه الزيارة واضعة مشاركة الوزير حسين الحاج حسن في اطار زيارات حزب الله الشخصية لسوريا القائمة اساسا نظرا لانخراط الحزب هناك لصالح نظام الاسد تحمل اوساط اخرى مسؤولية ما جرى لمن طرح الموضوع امام الوزراء مؤكدة مشاركة الوزيرين في المعرض بصفتهما الحكومية.
وفيما تفيد معلومات خاصة بالـ lbci ان تنسيقا حصل بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع في موضوع دعم النأي بالنفس قبل المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس حزب القوات اللبنانية يبقى السؤال: هل بقاء الحكومة بكل خلافاتها وانقساماتها اقوى من كل المشاكل التي تتعرض لها؟
حتى الساعة يبدو الجواب نعم والصراخ الذي ارتفع اليوم سيخفت لان سياسة البقاء اقوى من كل التفاصيل الاخرى.