عندما يقف الرئيس ميشال عون القائد الاعلى للقوات المسلحة والى جانبه قائد الجيش العماد جوزيف عون ليعلن انتصار لبنان على الارهاب يكون كل لبنان قد دحر داعش، فعملية فجر الجرود تثبت ثقة اللبنانيين بجيش شريف قوي، وهي انطلقت عندما امن رئيس الجمهورية في الاول من الاب للجيش اللبناني الغطاء السياسي لاستعادة الارض المحتلة، ودعاه الى اتخاذ المبادرة مؤكدا ثقته بكل عناصره وقدرته على الحسم.
بهذا السلاح بدأ الجيش معركته محققا هدفيها المتمثلين بتحرير الارض وكشف مصير الجنود العسكريين المخطوفين، وصولا الى اعلان بزوغ فجر الجرود، فجر تبحث عنه في ظلمة الارهاب دول كثيرة وشعوب كثيرة الا اللبنانيين التواقين دائما الى كسر انتصاراتهم بعضهم البعض وطمس مستقبلهم جميعا بكمية هائلة من الاحقاد التي تتكشف مع كل مفصل يفضح مدى الانقسام الحقيقي بينهم. اليوم اعلن الانتصار الذي وضعت مدماكه طليعة شهداء خطفوا واعدموا على يد ارهابيي داعش بدءا من الثامن من اب من العام 2014 وحققه جيش اقل ما يمكن ان نؤمنه له من قيادته الى ضباطه وعناصره والاهم الى عوائل شهدائه، قليل من الوفاء وكثير من الوطنية لنحمي الانتصار كما قال الرئيس عون.
غدا سيبزغ الفجر ومع نوره لا بد ان تتضح حقائق اسئلة كثيرة اذا اردنا بناء وطن بعيد من الكيدية لننجو معا او نغرق معا حسب ما اعلن الرئيس نبيه بري، كيف سقطت الجرود؟ كيف خطف العسكر؟ من سكت عن مصير العسكريين المخطوفين؟ ولماذا؟ ومن ابقى داعش تعبث في ارضنا اعواما كثيرة وصورها قوة لا تهزم؟ وصولا الى اب عام 2017، كيف خرج القتلة الارهابيون من ارضنا من دون دفع اثمان ولماذا؟ هذا غدا، اما اليوم واليوم فقط فدعونا نخجل من دموع اهل الشهداء، كل الشهداء، ومن صرخات امهات كل من قاتل في الجرود عنا كلنا، دعونا ندفن احقادنا الليلة فقط ونسأل انفسنا ايضا كما قال الرئيس بري لماذا لا نريد الاحتفال بالنصر الذي تحقق ولو كان انتصارا بالتفاوض؟ لماذا لا نريد ان نحتفل سويا لان كل حدودنا حرة حرة؟ عل الفجر الاتي يقرب بيننا كلنا.