سؤال واحد: ماذا سيقول رئيس الحكومة سعد الحريري عند الثامنة والنصف من هذه الليلة، في مقابلته التلفزيونية على شاشة “المستقبل” مع الزميلة بولا يعقوبيان؟.
إنه السؤال الذي يطرحه كل اللبنانيين من دون استثناء، بعد ثمانية أيام من الصمت أعقبت بيان الاستقالة الذي تلاه عبر قناة “العربية” في اليوم التالي، أي في الرابع من هذا الشهر.
ثمانية أيام من الصمت تحدث فيها الجميع من دون استثنا، باستثناء من هو مطلوب منه أن يتحدث. لم يبق سياسي إلا وأدلى بدلوه، لم يبق محلل إلا وحلل واستنتج. إمتلأت الشاشات والصفحات والمواقع تحليلات واستنتاجات وانطباعات.
وحده المعني، الرئيس سعد الحريري كان في “وضعية الصمت”، فهل هذا الصمت بات عبئا؟، وهل كلام الليلة يخفف من هذا العبء؟. المسألة لم تعد ما إذا كان الرئيس الحريري مخيرا أم مسيرا، هذه المسألة تجاوزتها التطورات، هي أبعد من ذلك بكثير، إنها مسألة خيارات واضحة يجب ان تتخذ، فقاعدة “مكره أخاك لا بطل… أو لا مخير”، ماذا تنفع في تطورات الأحداث؟.
أصحاب نظرية أنه مكره، هل يتوقعون انه يغير “خطاب الاستقالة” حين يعود إلى بيروت، بعد كل الذي حصل؟. وأصحاب نظرية انه غير مكره، هل يعتقدون بأنه سيعود إلى بيروت ويعود إلى خطابه السياسي الذي كان معتمدا قبل الثالث من تشرين الثاني، أي تاريخ مغادرته إلى السعودية؟.
كيف سيتلقف لبنان الموقف المرتقب للرئيس الحريري؟، رئيس الجمهورية استبق المقابلة باعلانه ان الحد من حرية الرئيس الحريري وفرض شروط على إقامته، تجعل كل ما صدر وسيصدر عن الرئيس الحريري من مواقف أو ما سينسب إليه، موضع شك والتباس ولا يمكن الركون إليه.
هكذا يريد رئيس الجمهورية ان يضرب مصداقية ما سيقوله الحريري. أما الرئيس بري، فعلى طريقته، جاء موقفه من خلال موقف قناة “ان بي أن” التي قررت مقاطعة المقابلة الخاصة للحريري التزاما بموقف رئيس الجمهورية، وعليه فإن كل ما يصدر عنه لا يعكس الحقيقة.
وفي الموازاة، ذكر الرئيس بري أن الاستقالة لا تستقيم إلا إذا كانت على الأراضي اللبنانية.
السؤال هنا: ما هو تأثير موقفي بعبدا وعين التينة في ما سيقوله الرئيس الحريري؟، إذا رفضا كلامه فهل هذا يعني أن كلامه لا قيمة له؟، سبق أن رفضا إستقالته، فهل كان هذا الرفض إلغاء لمفاعيلها؟، لا أجوبة، بل إمعان في المأزق. وفي انتظار ما سيقوله الرئيس الحريري، ماذا في الاحتمالات المطروحة؟.