اذا كانت أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري قد تزامنت مع احتجاز عشرات الأمراء في السعودية في فندق ” ريتز كارلتون ” بشبهات مالية … فإن الإحتجاز بدأ يتحلحل ، فيما لم تشهد استقالة رئيس الحكومة الحلحلة العملية ، فيما الحلحلة النظرية موجودة …
الحريري اليوم في وضع التريث حتى إشعار آخر ، ينتظر نتائج مشاورات رئيس الجمهورية ، هذه المشاورات التي أنجزت أمس وتنتظر الجولة إلى حين عودة رئيس الجمهورية من روما التي يصل إليها غدا ويعود منها الجمعة …
التريث رهن بما سيتبلغه الرئيس الحريري من الرئيس عون الذي ينتظر ربما ما سيتبلغه الرئيس نبيه بري من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله …
هكذا ، ومن دون خط متعرج ، فإن كرة الحلحلة في حارة حريك ، وفي ما عدا ذلك تقطيع للوقت ، فإذا اراد حزب الله تسهيل طريق الرئيس الحريري للعودة إلى السراي ، فإن هذه الإرادة تكون بما يطلبه ” الرئيس المتريث ” ، أما إذا كان حزب الله يريد ثمنا سياسيا ، فإن السؤال المطروح هو : ما هو هذا الثمن ؟ وهل هو من الرئيس الحريري أم من خارج لبنان ؟ ومن هو القادر على إعطاء هذا الثمن ؟
ما هو واضح ان الرئيس الحريري يحتاج إلى أكثر من ” بيان إنشائي ” لا يقدم ولا يؤخر ، بل هو يحتاج إلى ” خارطة طريق ” للنأي فعليا بالنفس ، وعندها يكون الخروج من التريث الى العودة إلى جلسات مجلس الوزراء تحصيلا حاصلا …
بعيدا من هذه الأزمة ، فإن قضايا حياتية وقضايا هدر وفساد ، عادت تطل برأسها : أبرز قضية حياتية هي المعضلة المثلثة بين الأهالي والمدارس الخاصة والاساتذة في ملف السلسلة ، أما أبرز قضية هدر وفساد ففي وزارة الاتصالات وقد كشف عنها رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النيابية ، فلمصلحة من تهدر الملايين ؟ ولماذا يمعن وزير الاتصالات في تغطيتهم ؟