هل يكون الهدف من تكبير حجم دور القوات اللبنانية في ازمة الرئيس الحريري اطلاق قنابل دخانية لتمرير بيان النأي بالنفس لحفظ ماء وجه الرئيس الحريري الذي درجت مواقفه من استقالة غير طوعية الى تريث طوعي يحتاج الى مخرج، فيكون المخرج بيانا؟ لكن هذا البيان لا يمكن تمريره الا بين الضجيج ووسط الدخان، فتكون القوات اللبنانية صاحبة الجسم اللبيس التي ترتفع الاتهامات ضدها، وتكون هذه الاتهامات هي الدخان والضجيج، فيمرر بيان النأي من دون اعتراض من أحد، ويعود الرئيس الحريري الى السراي الحكومي الذي غادره منذ شهر بالتمام والكمال.
وللامعان في التهويل، تتلاحق الاتهامات، اتهام واحد بأصوات كثيرة يبدأها الوزير السابق وئام وهاب ويعطيها زخما الشيخ نعيم قاسم، والتهمة الجاهزة اثارة الفتنة، الشيخ قاسم يذهب ابعد من الوزير وهاب فيتحدث عن رابح وخاسر، ويفرز منذ اليوم نتائج صناديق الاقتراع بعد سبعة اشهر ليقول وسنرى كيف تخربت تحالفاتهم التي كانوا يمنون النفس بها.
على الرغم من كل هذا الدخان، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو، اذا كان الرئيس الحريري يقول انه لم يكن محتجزا في الرياض فهل ما زال يتبنى مضمون بيان استقالته؟ اذا كان نعم فهذا يعني ان مشكلته هي مع حزب الله وليست مع اي طرف اخر، اما اذا كان لا يتبنى ما قرأه فليعلن ذلك رسميا، وعندها لا لزوم لبيان النأي بالنفس، طالما انه لا مشكلة بينه وبين حزب الله.
اليوم خرجت القوات اللبنانية عن صمتها، فنفت بلسان رئيسها الدكتور سمير جعجع ضلوعها في ازمة الرئيس الحريري عبر الوشوشة في المملكة، وقال جعجع هذه ولدنات وهرطقة، فأي عاقل يصدق ان المملكة الملمة بكل شاردة وواردة في لبنان تنتظر ان تشي القوات بالرئيس الحريري لتعرف ما يدور في السياسة اللبنانية؟ او ان تعطي رأيها بهذا او ذاك من السياسيين لتبني عليه اجراءاتها؟ فأين يكون موقع القوات حينما يكون الرئيس الحريري في مجالس اهل الحكم في المملكة؟
بعد هذه التطورات والمواقف يبدو ان هناك اعادة تموضع للقوى، فهل انتهت الانتخابات الينابية قبل ان تبدأ؟ وهل يكون حزب الله المنتصر الاكبر بعدما انتقلت المطالبة من النأي بالنفس عنه الى اعتبار ان حليف الحليف حليف؟