Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ال “ال بي سي” ليوم الأربعاء في 31/1/2018

صراحة، لم يعد اللبنانيون يفهمون ما هو المطلوب. فبعد الاشتباك الحاد بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل، دخل رئيس الجمهورية على خط التهدئة أمس، وانتقى كلمات قال فيها: ان ما ارتكب على الارض خطأ جاء نتيجة خطأ.

قال الرئيس كلمته ولم يعد لديه المزيد، وقال باسيل كلمته معتبرا ان ما سماه مبادرة ذاتية بالتأسف عما سرب عن لسانه كاف، اما الرئيس بري، فبعد اللاتعليق الذي سرى امس، قال بحسب ما نقل عنه النواب اليوم، ان المطلوب اعتذار علني إلى كل اللبنانيين عن الاساءات التي حصلت، لكنه عاد وسجّل نقطة متقدمة، عندما اعتذر بالفم الملان الى كل اللبنانيين عن الاذى الذي لحق بهم على الارض.

المعادلة اذا سلبية، لا سيما ان المعلومات تتحدث عن ان كل ما قيل حتى الان اقل من المطلوب، وان المساواة بين مقام رئاسة مجلس النواب ووزير الخارجية ظالمة، كذلك مجرد المساواة بين ما بات يعرف بخطيئة باسيل وخطأ مناصري امل، ظالم.

بكل بساطة ومن دون حرج لدى المعنيين، علق اللبنانيون بين الخطأ والخطيئة، وبين الاسف والاعتذار العلني، وهم يتساءلون: من سيعتذر إلينا؟ من سيعتذر عن عدم ختم جرح الحرب بمصالحة حقيقية تطفئ نيران الاشتباكات على مواقع التواصل الاجتماعي؟ من سيعتذر عن تحويل لبنان الى بلد مدين تفوق ديونه الثمانين مليارا. من سيعتذر عن الاذلال الذي نشعر به عندما يقف ساستنا يتسولون مساعدات دولية، يأتي معظمها مزيدا من ديون ندفعها من جيوبنا؟ من سيعتذر الى التجار والصناعيين واصحاب الفنادق، ومئات الالاف من اللبنانيين الذين يفتحون باب رزقهم ويغلقونه من دون تحصيل حتى فلس الارملة، من سيعتذر الى الموظفين الذين يبحثون عن فتات راتب في الاسبوع الاول من كل شهر؟ الأغلب، أن احدا لن يعتذر، وسينتظر اللبنانيون سحرا ما يطفئ الحرب الجديدة.

فهل يكون العدو الاسرائيلي هذا السحر؟ وهل تقرب تل ابيب بين اللبنانيين بعدما اعلنت اليوم، ونحن على ابواب التحول الى بلد نفطي، ان البلوك 9 ملك لها وبكل المقاييس… بصراحة، اللي استحوا ماتوا، ولم يعد اللبنانيون يفهمون ما هو المطلوب، لكنهم متأكدون ان ما يحصل مهين، وان تضييع الفرص خطأ وخطيئة…