بين فرضيتين، يتأرجح تأليف الحكومة. فرضية متشائمة مبنية على ان لا معطيات إيجابية برزت منتصف الأسبوع الماضي، كما ان لا شيء يوحي بتغيرات دراماتيكية ستؤدي إلى التأليف الأسبوع المقبل. وفرضية متفائلة تتحدث عن ان التشكيلة كادت ان تعلن الأربعاء الماضي بعدما حلت العقدة المسيحية، وتعهد أكثر من طرف بحل العقدة الدرزية، حتى طرأ تطور إقليمي مفاجئ، لم تعلن أسبابه، عرقل الإعلان، وقد يزول في أي لحظة فتعلن الحكومة.
بين هاتين الفرضيتين، يعيش اللبنانيون وعينهم على رحلات المسؤولين، فالرئيس الحريري خارج البلاد حتى الثلثاء المقبل، موعد عودته واستئنافه الاتصالات، فيما وزير الخارجية جبران باسيل سيغادر الثلثاء إلى الولايات المتحدة، وأي تعديل في هاتين الرحلتين يوحي بتغير ما في الأفق الغامض.
وفيما يربط معظم المعنيين بالتأليف، إعلان الحكومة بتطورات الإقليم ولا سيما في سوريا، برز اعلان روسيا أمس ان مليونا و700 ألف لاجئ سوري سيعودون إلى بلادهم، ليتضح اليوم ان أكثر من ثمانمئة ألف من هؤلاء سيغادرون من لبنان، فيما علمت الـLBCI من مستشار رئيس الحكومة نديم المنلا، ان لجنة روسية- لبنانية شكلت في ملف النازحين، وأنها ستعقد أولى اجتماعاتها في بيروت الأسبوع المقبل، الأمر الذي قالت عنه مصادر الخارجية انه ممتاز ولو أتى متأخرا.
مهما كان سبب التأخير في اعلان الحكومة، فإن الوضع بالنسبة لكل الأفرقاء لم يعد يحتمل، ولا بد من تنازلات متبادلة لحل العقد، وإلا يكون لبنان سقط مرة جديدة في كباش اللاعبين الإقليميين والدوليين، غير المستعجلين على ما يبدو لحلحلة الملف الحكومي.