إذا عددنا الأيام العشرة التي قال الرئيس سعد الحريري إن الحكومة ستؤلف في نهايتها، نكون أمام سبعة أيام تفصلنا عن التأليف.
كل المعطيات حتى الساعة لا تشير إلى حلحلة في هذا الموضوع، فلا شيء جديدا على صعيد المفاوضات، فيما تتأرجح المعلومات بين الحديث عن العودة إلى الصفر في التأليف، وبين من يعتبر أن الطروحات التي قدمت جدية، وقد تفتح بسرعة ثغرة في جدار التأليف.
في الحالتين، الوقت ليس لصالح اللبنانيين، وهو يكشف أكثر فأكثر عدم جديتهم في العمل على تشكيل الحكومة أمام الدول التي شاركت في مؤتمر “سيدر”، ولا سيما أمام الفرنسيين الذين سبق وأخذوا على عاتقهم إنجاح المؤتمر، وهم لهذا السبب، سيوفدون إلى بيروت في الأيام المقبلة، السفير المنتدب من الرئاسة الفرنسية بيار دوكان Pierre Duquesne، للاطلاع على ما آلت إليه المفاوضات في شأن تشكيل الحكومة، لا سيما أن باريس تعتمد على تأليف الحكومة لإطلاق عجلة “سيدر”.
وفي ما علمت ال”LBCI” أن فرنسا تؤكد أن الوقت ليس لصالح اللبنانيين، من دون أن تصل الأمور بها إلى توجيه إنذار لهم، قال نديم المنلا مستشار رئيس الحكومة، المكلف ملف “سيدر”، إن كل كلام عن وقف “سيدر” غير صحيح، من دون أن ينفي إلحاح الأوروبيين على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، لأن اعتمادات المؤسسات المالية الدولية لا تنتظر إلى ما لا نهاية.
المنلا أوضح أن دوكان وفي خلال لقاءاته في لبنان، مطلوب منه فرنسيا، متابعة آلية تنفيذ المقررات، ودرس تشكيل اللجان التي ستعمل على تنفيذها، بما فيها دراسة برامج الكومبيوتر المرتبطة بآلية المتابعة.
الحكومة و”سيدر” هما إذا محط اهتمام اللبنانيين، فيما العالم همه في مكان آخر: ما هو مصير جمال خاشقجي، الصحافي السعودي الذي اختفى بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول الثلاثاء الفائت؟.
هذا العالم استمع بدقة إلى أول تعليق للرئيس التركي على لغز الاختفاء، ليدرك أن رجب طيب اردوغان اختار كلامه بدقة، فتحدث عن أنه يحسن النية وراء أسباب اختفاء خاشقجي، آملا بعدم الوصول إلى موقف غير مرغوب فيه، ما يعني عمليا أن اردوغان لم يعترف بقتل خاشقجي.
هذا الكلام تلاه بعد دقائق، خبر نقلته وكالة أنباء الاناضول عن مصادر أمنية تركية، تحدثت عن تزامن دخول خمسة عشر سعوديا إلى القنصلية مع وجود خاشقجي، قبل عودتهم إلى البلاد التي خرجوا منها.
وحتى يتكشف مصير جمال خاشقجي، يبقى الجميع أمام الحقيقة التالية: خاشقحي كان صحافيا سعوديا معارضا.