يطوي العام 2018 ساعاته الاخيرة، مع كل ما حمله من آمال وخيبات لبنانية.
حلم اللبنانيون بتحسن اوضاعهم، وربطوا مستقبلهم بالانتخابات النيابية ونتائجها، علها تكون ركيزة تشكل على اساسها الحكومة، فتتدفق الى البلاد اموال مؤتمر “سيدر”، حتى ولو كانت ديونا وليست هبات، معيدة الحياة الى اقتصادهم المحتضر.
من ايار وحتى اليوم، لم تتشكل الحكومة، بفعل بدع يراد لها ان تصبح اعرافا، لتضاف الى سلسلة البدع التي تكاد تفرغ اتفاق الطائف من مضمونه، وتكرس الطوائف والمحاصصات اقوى من اي شيء آخر.
من آخر هذه البدع، ما تشهده مفاوضات التأليف، من محاولات التمسك بحكومة الوحدة الوطنية، الى تكريس الثلث المعطل، الى معيار التمثيل الوزاري المبتكر، والذي يقول عنه الرئيس حسين الحسيني لل”lbci”، إنه يلغي مبدأ المحاسبة في مجلس النواب.
الكل مسؤول عن البدع وتاليا عن التأخر في تأليف الحكومة، التي ولو اعيد البحث عن اطلاق مبادرتها، الا انها بعيدة المنال، فالافرقاء المعنيون بالتأليف، إما يثبتون مواقعهم التفاوضية وإما يعملون على تبريد الاجواء لا اكثر.
وفي ما يبدو اللبنانيون منفصمين عن واقعهم المرير ولو لساعات تحضيرا لاحتفالات رأس السنة، برز اشتباك سياسي، مالي، قضائي، مذهبي، وضع مجددا النائب زياد اسود، في مواجهة الوزير علي حسن خليل، فهل يضع هذا الاشتباك “التيار” في مواجهة “أمل”، ام يتطور ليطال بشظاياه الرئاستين الاولى والثانية، في مواجهة قد يكون توقيتها سيئا، أما نتائجها فتتبلور مع العام المقبل، إما بلفلفة سياسية واما بمواجهة قضائية؟