إنه أسبوع التقاط الأنفاس، والهدوء الذي يفرضه عيد الأضحى وعيد السيدة العذراء، لا بد أن يترجم بعد العيدين، من خلال قراءة هادئة في الأمن والسياسة، لحادث قبرشمون وأيامه الأربعين السود.
هذه الأيام أثبتت مدى الحقد الدفين بين كل أفرقاء السلطة، وقد تخللها أكثر من ملف لغم، من قبرشمون إلى مشكلة فقدان الثقة بالقضاء والأجهزة الأمنية، إلى التوتر الذي ساد منطقة الجبل، إلى الدولة التي أكدت ضعفها، إلى الاقتصاد شبه المنهار، إلى الحديث عن المناصفة، إلى ما لم يكشف من خفايا هذه الأيام.
صفحات هذه الملفات طويت، عبر بلسم لقاء المصالحة في بعبدا، لكنها لم تختم بالشمع الأحمر منعا لتكرارها، فيما المطلوب البحث عن حلول، لا تودي بالبلد في لحظة تشبه قبرشمون أخرى، إلى نقطة اللاعودة.
سيمر الأسبوع، ونجمه من دون مفاجأة، لقاءات الرئيس الحريري في واشنطن، اعتبارا من الأربعاء. والرئيس الحريري، لكي ينجح في زيارته الأميركية، سيمسك العصا، وبدقة من النصف، بين الحديث عن دور “حزب الله” وحضوره المحلي والاقليمي، وقدرته العسكرية الاستراتيجية، التي تشكل عمق القلق الأميركي، وكيفية التعامل معه، وبين المطالبة بدفع أميركي في اتجاه فك أسر الأموال عن لبنان، عله، على الأقل يبطئ انحداره السريع نحو قعر الهاوية.
وهو ممسك بالعصا من النصف، سيثقل كاهل الحريري، لا سيما في شق المساعدات المالية للبنان، ملف الفساد، الذي يبصم بأيدي وزراء ومسؤولين كبار، وعلى عين دول العالم، يا تاجر.