IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “LBCI” المسائية ليوم الاثنين في 23/11/2020

قصة موثقة: قائد الجيش الراحل العماد إبراهيم طنوس، أصدر قرارا طلب بموجبه من جميع كبار الضباط تسليم السيارات المدنية الفخمة التي كانت في حوزتهم، والإستعاضة عنها بالتنقل بالجيبات العسكرية، مثلما كان يفعل هو.

قصة ثانية موثقة: أثناء إحدى جولاته، لحظ سيارة يقف أمامها عسكري، ترجل من الجيب وسأل العسكري: شو عم تعمل يا إبني هون؟ أجابه العسكري: أنتظر زوجة الضابط لتخرج من الصالون لأوصلها إلى البيت، أمره بالصعود إلى السيارة والمغادرة إلى قطعته.

أين البلد اليوم من هاتين الروايتين؟.

في الجيش “جيش مرافقين” كما في سائر المؤسسات الأمنية والعسكرية، يقودون السيارات الفارهة المدنية المخصصة للضباط في الأسلاك: هذا ليوصل الست إلى الصالون أو المتجر، وذاك ليوصل الإبن إلى النادي أو المدرسة، ذهابا وإيابا…

“مفصول” هل سمعتم بهذا المصطلح؟ يعني أن عسكريا مفصولا لخدمة ضابط أو رئيس حزب أو قاض أو رجل دين…إذا أحصينا المفصولين فإننا أمام عديد جيش… وإذا استرجعت الدولة السيارات المدنية الفارهة الموضوعة في تصرف الضباط، فإننا أمام آلاف السيارات التي تحتاج إلى محروقات وصيانة وتأمين، وكل ذلك من خزينة الدولة…

قد يكون ما نقوله صرخة في واد، ولكن “إلا ما يسمع حدا”.

هذا الهدر واستغلال السلطة لا ينطبق فقط على المؤسسات العسكرية والأمنية، بل يتعداه إلى وزارات اصطلح على تسميتها “وزارات الخدمات”: التربية، الأشغال، الشؤون الإجتماعية وغيرها وغيرها الكثير، ولكن على من نقرأ مزامير الهدر والفساد واستغلال النفوذ. هناك مظاهر في البلد لا تحتاج لا إلى تدقيق، جنائي او غير جنائي، ولا إلى تحقيق… تحتاج إلى قرار يتخذه قاض شجاع لا يهاب نقله من موقع إلى موقع هامشي. يحتاج قرارا يتخذه وزير شجاع لا يهاب خسارة أصوات في صناديق الإقتراع في الإنتخابات النيابية.

وإلى أن يظهر هذا القاضي أو هذا الوزير، سنبقى صوتا صارخا، عسى ألا يكون “صرخة في واد”.

هل نكون نحلم إذا استفقنا غدا على قرار بالتحاق جميع المرافقين بقطعهم، وليتدبر الزعماء ورؤساء الأحزاب والضباط أمورهم؟، يجب أن يحصل هذا الأمر… هل نحلم إذا قلنا إن التطهير يجب أن يبدأ من مكان ما؟ من قطاع ما؟.

اليوم أيضا البداية من “مجلد ” الفساد والهدر واستغلال النفوذ، وإن كانت هناك ملفات، محلية وخارجية، تستحوذ على الإهتمام، ومن بينها، جائحة كورونا: اليوم بلغ عدد الإصابات 1041 إصابة، وهذا الأسبوع سيشكل الإختبار قبل اتخاذ القرار بالنسبة إلى الاسبوع المقبل والشهر المقبل.

أما خارجيا، فالحدث اليوم هو التأكيد الإسرائيلي لزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للسعودية، ونفي وزير الخارجية السعودي لهذا الخبر.