Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الجمعة في 25/12/2020

في الحادي والعشرين من شباط الفائت، سجلت أول إصابة بكورونا في لبنان على رحلة آتية من إيران، منهم من حذر باعتبار أن لبنان غير مجهز صحيا، ومنهم من زايد باعتبار أن التصويب على رحلة آتية من إيران “يربح” في السياسة.

في بلد الـ 6 و6 مكرر، جاءت رحلة آتية من ايطاليا وعليها إصابات، فتنفس أنصار رحلة طهران الصعداء، باعتبار أن الإصابات تأتي من الغرب أيضا، وهذه المرة “ظبطت معن”: الحق عالطليان.

هكذا يتعاملون في البلد، حتى مع الجائحات، سياسة بسياسة، من دون التلفت إلى سلامة الناس.

ظهرت سلالة جديدة من كورونا، أشد فتكا، وكان الظهور في بريطانيا، فتعاطت أكبر الدول وأكثرها تقدما، صحيا، على قاعدة: “الباب اللي بيجيك منو سلالة جديدة من كورونا، سدو واستريح”، باستثناء لبنان، حيث بعض المعنيين فيه بملف كورونا هم من “سلالة فوق الطب وتعرف أكثر من الجميع، ولا داعي للهلع”!

هؤلاء المعنيون سمحوا برحلات آتية من لندن، فكانت الإصابة الأولى بكورونا السلالة الجديدة. “استحقها” وزير الصحة لكنه تنصل منها نافيا صلاحيته في منع الرحلات أو إقفال المطار. إذا لجنة كورونا مطالبة بمكاشفة الرأي العام الخائف أصلا من السلالة الأولى، فكيف بالسلالة الجديدة؟.

تهولون على الناس، تتخذون قرارات الإقفال، تسيرون السيارات مفرد ومجوز، تمنعون الأفراح والليالي الملاح، ومع ذلك استمرت الإصابات في الارتفاع لتلامس الثلاثة آلاف إصابة أمس، وتنخفض اليوم إلى 2136 إصابة وأربع عشرة وفاة.

حين لم يلتزم الناس بالتعليمات وازدحموا على الكورنيش للمشي، كتبنا عن “شعب البلا مخ”، تفاوت التفاعل بين مؤيد لهذه التسمية وبين معترض، اليوم، ماذا نكتب عن “لجنة كورونا” التي لم تجرؤ على وقف الرحلات من لندن، حيث أحد مصادر السلالة الجديدة للفيروس. استمرت الرحلات، فوصلت السلالة الجديدة إلى الربوع اللبنانية. من يتحمل المسؤولية؟، وزير الصحة تنصل، لكن ماذا ينفع إذا تحددت المسؤولية فيما السلالة تتفشى؟.

والفضيحة الأكبر أن لا حجر عمليا للإصابة، بدليل التباين في تحديد موقعها، فمنهم من قال إنها في الجنوب، ومنهم من قال إنها في مدينة طرابلس. النفي جاء من الجنوب ومن طرابلس، فأين المصاب أو المصابة بالسلالة الجديدة؟، ومن خالط أو خالطت؟.

من رحلة إيران إلى رحلة روما إلى رحلة لندن، تتوالى الفضائح، لأن “السلالة البشرية” المؤتمنة على صحة اللبنانيين، مختلفة في ما بينها، ما يتيح لها التنصل من التبعات. إنها سلالة تهوى الاجتماعات وتختلف على القرارات، تسمح بالسهر وتمنع الرقص، لماذا؟، لأن “سلالة” السهر غير “سلالة” الرقص! وانت يا شعب شو بيفهمك؟ هناك من يفهم عنك؟، إنها “سلالة لجنة كورونا”.

وللمعلومات، هناك رحلة آتية من لندن غدا، وتصل عند السابعة والدقيقة الخامسة والثلاثين مساء.