البداية من المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الصحة حمد حسن، وأعلن فيه اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس “كورونا” في لبنان، وهي سيدة كانت على متن الطائرة الآتية أمس من مدينة قم إلى مطار بيروت. وقد نقل الصليب الأحمر السيدة ت.ص. إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي، حيث وضعت في إحدى غرف الحجر الأربع المجهزة بالتقنيات اللازمة. وكان على متن الطائرة أكثر من 200 راكب، قال الوزير إنهم لم يظهروا، حتى الساعة، علامات الإصابة بـ”الفيروس”، باستثناء حالتين “مشتبه فيهما”.
وختم مؤتمره بالقول: “لا داعي للهلع”… هذا الكلام منذ سنة، ومناسبته إنها الذكرى السنوية الأولى لأول إصابة بكورونا في لبنان…
بعد سنة، نأسف، هناك داع للهلع… كنا بإصابة فأصبحنا أحيانا بستة ألاف إصابة في اليوم، وبوفيات لامست أحيانا التسعين وفاة… وصلنا أحيانا إلى مرحلة الإعلان عن الإنتصار على الوباء، وفاخرنا بأن كبريات الصحف العالمية كتبت عنا، لكن وللأسف، الإنتصار لم يتحقق…
عام من المماحكات بين المعنيين بالشؤون الصحية والمستشفيات، ولا سيما الخاصة منها، ومن الإجراءات المتشددة أحيانا والمخففة أحيانا أخرى، ومن التحايل والتذاكي على الإجراءات، ومن تقديم الإعتبار الإقتصادي على الاعتبار الصحي، كما حصل في عطلة الأعياد في نهاية السنة، ومن الأساطير اللبنانية تحت شعار: “ليش في كورونا”؟.
حصل كل ذلك ووصلنا إلى هنا… سنة أولى كورونا في لبنان، يفترض أن تكون السلطة وأن يكون الشعب قد استخلص العبر، ومن أبرزها: “فيه كورونا”… والوباء خطير لكن الوقاية منه سهلة.
اللقاح لا بد منه، وكما أن الأساطير عن الوباء لم تنفع، كذلك الأساطير عن مؤامرات اللقاح على جسم الإنسان، لا تنفع. كورونا اليوم، في الذكرى السنوية الأولى على الإصابة الأولى، سجل أربعين وفاة وألفين وثلاثمئة وثلاث وعشرين إصابة.
لكن هذا الملف على أهميته، لا يتقدم على ملف المرفأ، الذي شهد تطورات متسارعة بدءا من مساء أمس بعد تعيين محقق عدلي جديد في قضية تفجير المرفأ، ومن هذا التطور نبدأ.