أيها اللبناني، مجلس النواب على طريق أن يقتطع من ودائعك المتبقية في مصرف لبنان مئتي مليون دولار ستذهب هدرا على الكهرباء… كيف ستذهب هدرا؟ لأنها ستذهب لشراء الفيول لمصلحة كهرباء لبنان، والطاقة التي ستولد منها سيذهب نصفها “تعليق على الشبكة” والنصف الآخر بيع الكيلواط “بخسارة” أي باقل من كلفة إنتاجه…
أيها المواطن، المئتا مليون دولار ستلتحق قريبا بالأربعين مليار دولار التي ذهبت سرقة وهدرا، نصف الطاقة الكهربائية ذهبت تعليق على الشبكة والنصف الآخر بيع باقل من كلفته، وهذه هي النتيجة قبل التدقيق الجنائي…
لكن السؤال هو: ماذا ستفعل السلطة بعد صرف المئتي مليون دولار؟ هل ستعود مجددا إلى السطو على أموال المودعين؟ هذه سلطة تفعل كل شيء فلا تتعجبوا، بل العجب في أنها مازالت قائمة… فمن يسطو على بحر الأبعين مليار دولار، هل يغص بساقية المئتي مليون دولار؟ والمال الذي سيدفع سلفة للمحروقات هو مال المودعين في مصرف لبنان البالغ 17 مليار دولار…
وبعد هذا السطو، من يجرؤ على إيداع قرش في مصرف؟ فهو سيتذكر كيف ان وديعته أتاح مجلس النواب السطو عليها بقانون… لا يخبرونكم غير ذلك، هذه هي الحقيقة، وليس صحيحا أن المعادلة هي بين السلفة والعتمة بل هي بين “السطو والعتمة”.
ثلاثون عاما ويسرقون سرقوا الأملاك العامة… سرقوا المساعدات… سرقوا التلزيمات والتعهدات من خلال نفخ أرقامها، ولما لم يعد هناك ما يسرقونه، سرقوا الودائع… دفعوا اربعين مليار دولار على الفيول، واليوم زادوا عليها مئتي مليون دولار… وما زالوا في اماكنهم ولم يرف لهم جفن.
الآن وصلنا إلى خط النهاية… “لم يعد تحتنا تحت”… إنها الفوضى… الدولار محلق… السوبرماركت: سلع غذائية غير مدعومة لا قدرة للمواطن على شرائها، وسلع مدعومة لكنها غير متوافرة… للذين ينتظرون النهاية على أحر من الجمر، هذه هي النهاية … “اللي بيدعم الكاجو بيوصل لهون” .
ويبدو ان عداد كورونا في تصاعد ايضا حيث سجل إثنتان وخمسون وفاة وثلاثة آلاف واربعمئة وثمانون إصابة.
البداية من الإحتساب الذي قام به وزير المال… ماذا بقي من اموال الإحتياط؟ ولأنعاش الذاكرة، فإن مسألة رفع الدعم ليست كاختراع البارود، فقد طالب بها الرئيس الراحل كميل شمعون حين كان وزيرا للمالية، في آخر تصريح له في السادس من آب 1987… قالها منذ اربعة وثلاثين عاما، والبلد مازال ينتظر…