لن تشكل حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قبل الرابع من آب، فالاتفاق بينه وبين رئيس الجمهورية لم يحصل في موضوع الحقائب السيادية الأربع، أي المالية والخارجية والدفاع والداخلية، علما أن أم المعارك ليست الداخلية فقط، إنما تمسك ثنائي “أمل”- “حزب الله” بحقيبة المالية، ما يعيق المداورة المفترضة بهذه الحقائب.
الاثنين المقبل، يفترض أن تبحث الحلول والبدائل في بعبدا، والفرق في عملية التأليف بين هذه الحكومة وحكومة الرئيس الحريري، هو التعامل بين ميشال عون ونجيب ميقاتي.
فرئيس الجمهورية أبوابه مفتوحة ويريد الوصول الى حل، وميقاتي يلاقيه في تدوير الزوايا، لأن الاثنين يتهيبان فشل التأليف الذي قد يشعل أزمة، يرفضها ليس فقط الداخل اللبناني إنما كذلك دول العالم.
ففي الأيام القليلة الماضية، أبلغ سفراء دول الغرب المعنيين، بضرورة الإسراع في التأليف، لان ترف الوقت غير متوفر، ولأن سقوط البلاد في مطبات أمنية وربما اهتزازات خطر مرفوض.
الغرب إذا، لا يريد سقوط لبنان وفرنسا رأس حربة في تعبيد طريق الحكومة، فهي تريد انجاح مبادرتها، وقد نالت موافقة أميركية عليها، ويبدو أن تفعيل ديبلوماسيتها، لا سيما بعد لقاء وزير خارجيتها جان ايف لودريان نظيره السعودي فيصل بن فرحان الأخير، أدى الى اقناع المملكة العربية السعودية، ولأول مرة، بحضور مؤتمر مساعدة لبنان المقرر عقده في الرابع من آب، عبر تقنية الزوم وظهرا بتوقيت باريس.
حتى الساعة، علمت الLBCI، أن الرياض أكدت الحضور، وفيما لم يعرف مستوى تمثيلها، علم أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيحضر المؤتمر أيضا.
حضور المملكة ليس تفصيلا، لا بل هو مؤشر شديد الأهمية، فالرياض رفضت منذ الرابع من آب 2020 على الأقل، المشاركة في أي مؤتمر يخص لبنان.
وإذا التقط اللبنانيون، وعلى رأسهم الرئيس ميقاتي، الذي تردد انه سيحضر المؤتمر الإشارة السعودية، ممكن ان نكون أمام فتح كوة في الحائط الحكومي، لا سيما اذا عرف الرئيس ميقاتي وعلى الأكيد بمساعدة الفرنسيين، أسس وشروط وسبل إقناع السعودية، باستعادة دورها في لبنان، من دون أن يخسر ثقة من منحه الثقة أصلا في الداخل، اي ثنائي “أمل”- “حزب الله”.
على هذه الأسس، تدخل البلاد في اسبوع أليم. فأيام قليلة تفصلنا عن 4 آب، عن لحظة تفجير الضمير التي قتلت أحباء ودمرت، ليس فقط بيروت، إنما قلوب كل اللبنانيين.