يعيش اللبنانيون على امل ولادة الحكومة، وحتى لو انهم يعرفون انها لن تحقق الانجازات لقصر عمرها الذي لن يتعدى الاشهر الخمسة قبل الانتخابات النيابية المقبلة ان حصلت، الا ان احلامهم كلها تتمحور حول قدرة هذه الحكومة على وقف الانهيار.
منذ مطلع الاسبوع، وانتظار لقاء رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سيد الموقف.
حتى الساعة، يقال انه حاصل غدا، وخلاله يفترض ان يعرض الرئيس نجيب ميقاتي للرئيس ميشال عون مسودة لائحة مكتملة لكل الوزارات، لا ثلث فيها لاحد، اركانها قادرون على مفاوضة الجهات الدولية المعنية بوقف الانهيار، هم بعيدون كل البعد عن طريقة تأليف الحكومات السابقة، واسماؤهم مفترض انها نتاج كل الملاحظات التي نقلها الموفدون بين عون وميقاتي لايام…
المتفائلون يعتبرون ان الحكومة باتت قريبة، ليس لقناعة مؤلفيها بها، وانما لضيق الخيارات امامهم، فرفضها يعني انهيار البلد.
اما العراقيل التي تواجهها والتي يبدو انها تقلصت عصرا من اربعة الى عقبتين تقفان عند اسمي وزير الشؤون الاجتماعية ووزير العدل، فأيضا على طريق الحل، وبخاصة اذا كان الرئيس ميقاتي جاهزا لنقاش بعض الاسماء وربما تغييرها.
وفيما يقول قريبون من بعبدا انها تبدي انفتاحا على ما يسهل اعلان حكومة متوازنة وقادرة على تحقيق التعافي المالي، يصر المتشائمون على موقفهم، ولا يرون اي ايجابية، وهم يعتبرون ان المشكلة التي ستعيق اعلان الحكومة متمثلة بمحاولة بعبدا الحصول على الثلث المعطل مواربة او مباشرة، وهم ينتظرون اللقاء ليبنوا على الشيء مقتضاه.
وبين الاثنين، يقف من يقول منذ اسابيع ان الرئيس نجيب ميقاتي لن يؤلف ولن يعتذر، وسيواصل مناقشة الاسماء حتى اللحظة التي يريدها هو.
هي اذا ساعات وخيارات دقيقة، اما تنجح فتوقف الانزلاق نحو الاسوء، الذي قد يكون افظع بعد مما نعيشه في طوابير الذل، مع ما يرافقها من تهريب واحتكار له اربابه ومن يحميهم.