مرة جديدة تتسارع التطورات الاقليمية، من التداعيات المنتظرة للقاء ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان هذه الليلة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لوردريان على الملف النووي الايراني واليمن ولبنان، الى اول اتصال مباشر اجراه الرئيس السوري بالعاهل الاردني منذ الحرب السورية وتأكيدهما على وحدة سوريا، وصولا الى ترقب نتائج الانتخابات التشريعية العراقية هذا الاسبوع مع كل ما تحمله من خلفيات سياسية تبدأ من واشنطن الى طهران وعواصم الخليج.
كالعادة، يقف اللبنانيون كالكومبارس، ينتظرون حل ازماتهم من هذه العواصم، وكل آمالهم الخاطئة اليوم مرتبطة بلقاء السعودية.
فما لا يريد اللبنانيون الاعتراف به،ان المساعدات من كل دول العالم انتهت الى غير رجعة، وانتهى معها عصر الشيك على بياض، وحتى مفهوم كلمة الهبة شطب، لان اقصى ما يمكن ان نعمل عليه، استعادة ثقة الدول والمنظمات الدولية في سبيل الاستدانة منها فقط لا غير.
فلا فرنسا، ولا السعودية ولا الولايات المتحدة، ولا دول الخليج، ولا حتى المنظمات الدولية ستساهم برفع البلاد من الانهيار، ما لم تطبق الدولة الاصلاحات.
حتى الساعة، الوعود الرسمية كثيرة، وكذلك خلف الكواليس محاولات العرقلة، ولكن من دون ترجمة الاقوال بالافعال، لا نتيجة. فأول الحل لن يأتي الا عبر التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وحتى الساعة، لا موعد محددا هذا الاسبوع اقله، لاجتماع اللجنة المكلفة بدء التفاوض، على الرغم من بدء التحضيرات.
هذا في وقت، تواصل شركة لازارد اجتماعاتها في بيروت، حيث يصل كذلك بعد ايام وفد من شركة cleary gottlieb المكلفة من قبل الدولة اللبنانية بتقديم استشارات قانونية ذات علاقة بسندات لبنان الدولية، وازمة سدادها.
في هذا الوقت، يبدأ المبعوث الفرنسي الخاص الى لبنان بيار دوكان لقاءاته غدا، فيما يباشر في القاهرة وفد يترأسه وزير الطاقة، محادثات في ملف استجرار الغاز المصري، يتبعه وفد آخر من مؤسسة كهرباء لبنان الى الاردن الاربعاء.
اما اللبنانيون الغارقون اكثر فأكثر في العتمة، فيتساءلون: لماذا كل هذا والدولة واجهزتها القضائية والامنية عاجزة عن ضرب زعران، خارجين عن القانون بيد من حديد، لمنعهم من السيطرة على محطات الكهرباء وعاجزة عن ضبط سعر المولدات وعن وقف الهدر في الكهرباء؟
فهل الدولة غائبة ام مغيبة، وهل الاحزاب التي سيطرت على كل مفاصلها تستفيد من هذا الغياب لتتمدد اكثر فأكثر في بيوت اللبنانيين الذين يكادون ينهارون تحت وطأة الحاجة؟