في اليوم الثالث من الحرب الروسية على أوكرانيا، القوات الروسية تقاتل في بعض أحياء كييف، والقوات الأوكرانية تدافع عن العاصمة حتى الرمق الأخير وبما توفر من السلاح، أما العالم، فكل ما أمنه للأوكرانيين كثير من المعنويات، بعض العقوبات ضد روسيا وآخرها ما نقلته شبكة سي .إن .إن الأميركية عن مصادر، بأن الرئيس جو بايدن يدرس بجدية ما إذا كان سيدعم إقصاء روسيا من نظام “سويفت”، هذا في وقت أعلنت ألمانيا أنها تعمل على الحد من تعامل روسيا بنظام “سويفت” بطريقة محددة وعملية، مع الأخذ في الإعتبار كيفية الحد من التداعيات الجانبية لهكذا قرار. كما أن العالم قدم بعضا من مقومات الصمود ضد الغزو الروسي، ولا سيما ما يرتبط بمد الجيش بالسلاح الذي أعلنت عنه أكثر من عاصمة من واشنطن إلى القارة الأوروبية اليوم.
على بعد ثلاثين كيلومترا من الإمساك بالعاصمة الأوكرانية، أعطت موسكو عصرا الضوء الأخضر لما أسمته الزحف على جميع محاور القتال، وتحت ضغط الحديد والنار، بدأ السباق بين حسم المعركة والتوجه نحو مفاوضات يبدو أن ساعة الصفر لانطلاقها لم تحن بعد، على الرغم من أن أكثر من طرف دولي يعمل على حصولها.
في هذا الوقت، وبهدوء تام، تتقدم مفاوضات فيينا بين واشنطن وطهران، وقد أعلن مسؤول في الخارجية الأميركية، أن النووي يسلك طريقه إلى النور وهو في انتظار عودة كبير المفاوضين الإيرانيين إلى فيينا برؤية إيجابية.
في وقت أكد وزير الخارجية الإيرانية منذ قليل إستعداد بلاده للتوصل فورا إلى اتفاق نووي جيد، في حال أظهرت الأطراف الغربية إرادة حقيقية.
على وقع التطورات حول العالم، يتكشف يوما بعد يوم، مدى ضعف الدولة اللبنانية وهزالتها. دولة أشبه بدويلات، غير قادرة على توحيد موقفها من أي شيء، دولة ضعيفة تركت مواطنيها يتساءلون: ما هو الموقف الرسمي من الحرب الروسية على أوكرانيا، ومن يدعم لبنان في هذه الحرب، وهل هو فعليا مضطر لدعم أي طرف ضد الآخر، وهل تبقى من سياسة النأي بالنفس أي أثر؟.
سياسة تمارس غب طلب الأفرقاء السياسيين، منهم من يريد الذهاب بنا غربا، ومنهم من يريد الذهاب بنا شرقا، لتلخص قصة البلد الضعيف بجملة واحدة: لبنان أسير قدرة الأقوياء. أقوياء يتقاتلون في أوكرانيا اليوم، ليرسموا مستقبل بلادهم وقاراتهم غدا..