انه الارهاب يزنر العالم مع كل ما يزرعه من خوف وحقد وتنام للعنصرية. القاع ليست وحدها المستهدفة، هي التي ضمت الى ترابها شهداء لبنان الخمسة، ولبنان ليس وحده المستهدف، فقبله فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة وتركيا وبعده تبدأ اللائحة طويلة.
اليوم استفاق اللبنانيون على موجة من التسجيلات الصوتية التي تحدثت عن عمليات تحضر في اكثر من منطقة، ليتبين ان معظم ما انتشر بين اللبنانيين شائعات، فيما الحقيقة تختصر بالتالي: هناك مخاطر وتهديدات جدية، والقوى الامنية تعي هذا الموضوع وتتعامل معه بأقصى درجات المتابعة المكثفة. القوى الامنية أحبطت عمليتين وتمكنت من كشف خيوطهما ومن وراءهما، المطلوب من المواطنين اليقظة والحذر وإبلاغ القوى المختصة بكل ما يثير الشكوك. وفيما ضرب الارهاب ضربته، موضوع تنظيم النزوح السوري الى لبنان مجددا الى الواجهة ومعه اللاقرار الذي تتخبط فيه الحكومة وفيتواتها المتنقلة بحسب الموضوع والحاجة. فالأكيد أن في لبنان ما يفوق المليون و500 الف نازح سوري، والمرجح أن من بين هؤلاء قد يخرج ارهابيون أو خلايا نائمة لكن المؤكد أن ليس كل النازحين ارهابيين كما ليس كل اللبناينين عنصريين.
فعندما تغيب الدولة ويتبعثر قرارها بين السلطات السياسية المتنافرة والسلطات الامنية المكبلة ينتصر الارهاب وتنتصر العنصرية ويتحول مشهد الرقص بالأكفان البيض الى مشهد يومي عايشه معظم اللبنانيين طوال سني الحرب ويريدون نسيانه.