لحظة بدء سريان وقف إطلاق النار عند الرابعة فجرا، لعلع إطلاق النار في الضاحية الجنوبية.
لم تعترض إسرائيل، فعادات اللبنانيين السيئة تجمل صورتها وصورة مواطنيها، واطلاق الرصاص هذا عادة سيئة لا يتخلى عنها اللبنانيون حتى ولو كانوا قبل دقائق منها، يسمعون أزيز الرصاص، للنزوح، تحت تهديدات أفيخاي أدرعي.
لكن رصاص ما بعد الرابعة فجرا ليس للنزوح بل ابتهاجا بوقف الغارات.
هذه واحدة، لا من العادات اللبنانية بل من العاهات اللبنانية، والسؤال الذي يطرحه اللبنانيون: إلى متى الإستمرار في هذا التخلف وهذا الخطر.
ألم يستطع العقل اللبناني الخلاق أن يبتكر طريقة للتعبير عن البهجة بغير هذه الطريقة الهمجية البربرية؟
هل يعقل أن يصاحب إطلاق الرصاص يومياتنا: من الولادة إلى الوفاة إلى النجاح في البروفيه إلى ليلة رأس السنة، إلى غيرها من المحطات؟
كان استهلال المقدمة بها عل مطلقي الرصاص يفهمون أن أشياء كثيرة ستتغير، ومنها إطلاق النار… وعلى سبيل المثال لا الحصر، لماذا لا تصدر الحكومة اللبنانية قرارا بمنع إطلاق النار في أي مناسبة كانت، تحت طائلة فرض العقوبات القصوى، ولا عذر لها إذا تلكأت.
بالعودة إلى وقف النار: ست عشرة ساعة مرت على سريانه: الحكومة اللبنانية راضية، وأعلنت إلتزامها. اللبنانيون باشروا عملية العودة للتفقد، ومن لم يدمر منزله فضل أن يكون إيواؤه فيه لا في أي مركز إيواء.
“حزب الله” حاول ملء الفراغ السياسي ميدانيا، فكانت لبعض مسؤوليه جولات، وأحيانا صولات على قاعدة “نحن هنا”.
التطور الأمني، إعلان القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الاسرائيلي اعتقل أربعة من عناصر حزب الله اقتربوا من قواته، فيما اتضح أن الاعتقال طال أربعة أشخاص اقتربوا من نقاط الجيش الإسرائيلي، وقد حقق معهم ميدانيا للاشتباه في محاولتهم جمع معلومات.
رئيس مجلس النواب نبيه بري، كان الأشد تهيبا للمرحلة، في الكلمة التي وجهها إلى اللبنانيين، فتحدث عن أن ” اللحظة ليست لمحاكمة مرحلة، اللحظة هي إمتحان لكل لبناني، وللشيعي قبل أي لبناني آخر”، فاتحا بذلك الباب أمام جرأة المراجعة النقدية.
لم يكتف الرئيس بري بذلك بل تحدث عن “المقاومة السياسية” في معرض استذكاره “السيد الشهيد حسن نصر الله الذي منحني أمانة المقاومة السياسية”، ورسم خارطة طريق من خلال الحديث عن “الاسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية، لا يكون تحديا لأحد بل يجمع، ولا يفرق”.
اذا، ستون يوما للأختبار، مر منها اليوم الأول على خير.
والبداية من الأرض قبل الإنتقال إلى القوى العظمى الدولية والاقليمية، بدءا بالولايات المتحدة وصولا إلى إيران.