بين سؤال “عسكر على مين؟” بالاذن من الشهيد سمير قصير صاحب مقال بهذا العنوان وبين “وين العسكر؟” يقف اللبناني مذهولا بين معيارين، معيار التفرج على الشغب ومعيار صد الاساتذة.
منذ عشرة ايام تقريبا وصل مشاغبون الى قرب مبنى ميرنا الشالوحي واشعلوا دواليب في منتصف الطريق، قوى الامن كانت تراقب المشهد. في اليوم التالي وصل مشاغبون الى ساحة بلدة الحدث بمواكب استفزازية، قوى الامن كانت تراقب المشهد ولم تتدخل الا بعدما كادت المواجهة ان تقع بين الداخلين وابناء الحدث، عدة ايام من العراضات في الشوارع وفي الطرقات مع احراق الاطارات ولم يعلن عن موقوف واحد علما ان جميع المشاغبين كانوا مكشوفي الوجوه ويمكن التعرف اليهم بسهولة مطلقة ومع ذلك لا موقوف ولا مطلوب، ومن هنا سأل المواطنون: اين العسكر؟
اليوم اساتذة عند مفترق القصر الجمهوري اعتصموا لكنهم قوبلوا بمواجهة استخدمت فيها القوة وجرى وتوقيف سبعة منهم اطلقوا لاحقا، هنا يسال المواطنون: عسكر على مين؟
قد يقال ان الاساتذة اعتمدوا التدافع فقوبلوا بالشدة لكن المشاغبين امام ميرنا الشالوحي وفي بلدة الحدث استخدموا اكثر من التدافع استخدموا قطع الطرقات والمواكب الاستفزازية وكاد تحركهم ان يقابل بما لا تحمد عقباه، فلماذا التشدد اليوم كان تساهلا امام ميرنا الشالوحي وفي الحدث؟ انها سياسة المعيارين مهما حاول البعض ان يضخم ما قام به الاساتذة اليوم وان يبسط ما قام به مشاغبو الامس، وقد يتمنى الاساتذة ام يكونوا طابورا خامسا كما وصف من دخلوا الى الحدث لكانوا نجوا من الملاحقات.
في مجال اخر استمر الجنوب في الواجهة من خلال الخرق الاسرائيلي المتمثل ببناء جدار يلامس نقاطا متناوع عليها لاهمية الازمة كانت معاينة للجدار من الديبلوماسي الاميركي ديفيد ساترفيلد مع اللواء عباس ابراهيم، وهذا الملف يرجح ان يثار مع وزير الخارجية الاميركي في زيارته للبنان الخميس المقبل، اما مراسيم الازمة فقد شهدت انفراجا على قاعدة الجميع وقعوا على جميع المراسيم والجميع خرجوا راضين، هذا المقترح كان مطروحا قبل استفحال الازمة لكن جرى السير به بعدما كاد ان يستبب بنزاع لا تعرف نهاياته.