لم يخرج الدخان الأبيض من عين التينة بعد لقاء الرئيس المكلف بنزع الألغام والرئيس المكلف بالتشكيل، ويبدو أن ما سمعه الرئيس الحريري من الرئيس بري استدعى لقاء للتشاور مع نادي رؤساء الحكومات السابقين، علما أن أحدهم، الرئيس فؤاد السنيورة، كان زار الرئيس بري الاسبوع الفائت وحمل قبل غيره لائحة الإقتراحات. والجدير ذكره أن ليس من أعضاء نادي رؤساء الحكومات السابقين من هو مؤشح لرئاسة الحكومة.
وفيما خيم الصمت على عين التينة، ومثله في بيت الوسط، وامتنع المسربون التقليديون عن إعطاء أي أجواء، ربما بسبب دقة المحاولة الجديدة فإن ما رشح أوحى بإيجابية من دون أن يقترب فول الحريري من مكيول بري، وبين عين التينة وبيت الوسط، يبقى الضلع الثالث ناقصا وهو قصر بعبدا، وحين يتحرك موكب الرئيس المكلف في اتجاه القصر الجمهوري، عندها يمكن القول إن التشكيلة وضعت على النار، علما أن تسعة عشر لقاء عقدت بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ولم تصل إلى نتيجة لا بل كان الوضع بينهما يزداد سوءا وتدهورا.
مصادر مطلعة على موقف الرئيس المكلف قالت إنه مستمر في مهمته لتشكيل الحكومة وفق الدستور وليس هو المسؤول عن التعطيل ، وأكدت المصادر أن الحريري جدد التمسك بالمبادرة الفرنسية وبحكومة اختصاصيين غير حزبيين وغير مستفزين.
وفيما الأنظار شاخصة إلى ما يمكن أن تصل إليه المرحلة الجديدة، فإن اللبناني عالق بين المحطة والصيدلية والسوبرماركت: المحطة ترفع خراطيمها والسوبرماركت ترفع اسعارها والصيدلية ترفع حاجبيها علامة عدم وجود الدواء، لكن المعنيين بالتشكيل غير معنيين بهذه الثلاثية الجهنمية، فهم لا ينقطعون لا من البنزين ولا من الدواء ولا من السلع الغذائية، فلماذا يجب ان يشعروا مع الناس؟
بالإنتقال إلى الملفات الإقليمية، محادثات فيينا حول الملف النووي الإيراني وصلت إلى مرحلة دقيقة، إيران تقول: يجب ألا نستعجل، حققنا تقدما ملحوظا لكن هناك قضايا أساسية لا تزال قائمة…المحادثات معقدة للغاية ووصلنا الآن إلى قضايا الخلاف الأساسية.
وتقول مصادر مطلعة على المحادثات، إن من بين القضايا المتبقية، عدول إيران عن انتهاكاتها المتعددة لبنود الاتفاق وتخصيبها لليورانيوم بأجهزة طرد مركزي متقدمة وإنتاجها لمعدن اليورانيوم. لكن القضية الرئيسية التي تهم إيران هي رفع العقوبات، وهذا ما لم تستطع تحقيقه حتى الآن.
إسرائيليا، يبدو أن نتنياهو اقترب من أن يخرج من المشهد الحكومي، فهل يتربع على عرش المعارضة بعد اثني عشر عاما من الحكم؟
وسط كل هذه الإنتظارات، البداية من ملف الفساد الذي لا ينتظر، واليوم من هدر المال على التشجير في العاصمة.
هدر المال ولكن لا تشجير.