بين مطلع تموز الماضي وأواخر شباط، مسافة ثمانية أشهر لم تثن البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي عن إطلاق الصرخة تلو الصرخة…
أولى الصرخات كانت في الأحد الأول من تموز حين خاطب الدول الصديقة للإسراع في نجدة لبنان، وتوجه إلى الامم المتحدة لتثبيت استقلال لبنان ووحدته وتطبيق القرارات الدولية وإعلان حياد لبنان.”
على مدى الشهور الثمانية، كانت له ما يقارب الخمس والثلاثين عظة، لم يحد فيها عن هذه الثوابت… قوطع، فلم يتراجع، شوهت مواقفه ولم يتراجع، لا بل ازداد إصراره بعد تفجير المرفأ واستقالة الحكومة، وغرق السلطة في المماحكات، وكأن لا انهيارات على كل المستويات. فهل يكون في بكركي غدا نداء الراعي على غرار “نداء صفير” في أيلول عام 2000؟
“نداء صفير” الذي مر عليه عشرون عاما وخمسة أشهر، استهل بالقول: “بلغ الوضع في لبنان حدا من التأزم، فأصبح من الواجب الجهر بالحقيقة”.
كأن التاريخ يعيد نفسه، وبالتأكيد البطريرك الراعي سيجهر بالحقيقة، وهو واظب على الجهر بها، على الأقل، منذ تموز الماضي.
الاستعدادات اكتملت: اكثر من سبعة آلاف كرسي، لاستيعاب الحضور المتنوع، مع احترام التباعد الاجتماعي، وستكون هناك كلمتان: واحدة باسم المجموعات، وكلمة للبطريرك الراعي التي ستركز على الثوابت التاريخية لبكركي. ليس في الكلمة مفاجآت، بل ستكون مستخلصة من المواقف عالية السقف، مذ طالب بالحياد وبتطبيق القرارات الدولية.
حدث بكركي غدا لم يحجب الضوء عن المعاناة (المتمادية) من جراء كورونا، ومن جراء التعاطي الفضائحي مع اللقاحات، إذ إن نزعة الفوضى والخط العسكري وعدم الشفافية بقيت سائدة. وبدل ان يبادر المعنيون بهذه المخالفات إلى التنحي على قاعدة “إذا ابتليتم بالمعاصي … فتنحوا”، واصلوا تبريراتهم في هروب إلى الأمام، حتى ولو كان إلى الهاوية…
بعد مخالفات الدنيا، حاولوا مخالفات الدين، لتكتمل مخالفاتهم على قاعدة “الدين والدنيا” لكنهم قوبلوا بالصد.
وقبل كورونا، تطور أميركي سعودي بالغ الأهمية، فقد أعلنت وكالة رويترز نقلا عن متحدث في الخارجية الأمريكية أن واشنطن تراجع “كل” العلاقة بالسعودية، بما في ذلك نوع القدرات التي ستقرر تقديمها للمملكة…