قبل ان يصل الموفد الاميركي amos hotskein الى لبنان لمعاودة فتح ملف ترسيم الحدود مع اسرائيل، برزت نقطتان:
-الاولى هجوم شخصي استهدفه على خلفية كونه اسرائيليا وخدم في صفوف الجيش هناك ما يجعله في شكل حتمي منحازا لصالح تل ابيب في مفاوضات الترسيم مع بيروت.
-النقطة الثانية، حملة تخوين داخلية لبنانية، استهدفت كل من تحدث او حتى فكر بالتفاوض تحت خط الـ29.
بناء على هاتين النقطتين، خلق جو عام لدى المسؤولين والمواطنين، بأن اولوية الموفد الاميركي، تأمين مصالح اسرائيل، ليتضح وفي معلومات خاصة بالـ LBCI ان نتائج محادثات اليوم مع الرؤساء الثلاثة، وقائد الجيش، والمعنيين جاءت ايجابية، والاهم بعيدة عن اي انحياز لطرف دون آخر.
وفي التفاصيل، فان amos hotskein هدف من خلال لقاءاته معرفة موقف المعنيين اللبنانيين من الترسيم، عبر سؤالهم : ماذا تريدون من التفاوض، وهل لدى الدولة اللبنانية موقفا موحدا استطيع البناء عليه، ام ان المصالح المحدودة لكل طرف، ستطيح مجددا بملف المفاوضات الذي اصبح حيويا في بلد منهار اقتصاديا؟
وهنا المفاجأة…. فيبدو ان المعنيين في كل اللقاءات كان لهم موقف موحد، وانهم استنتجوا نقاطا ايجابية في كلام الموفد الاميركي يمكن البناء عليه، وذلك على عكس ما روج له لشهور طويلة.
في انتظار تبلور هذه الايجابية، تلقى المواطنون اليوم ضربة جديدة تمثلت في ارتفاع اسعار البنزين والمازوت والغاز وهم على ابواب فصل الشتاء في وقت اصبح اللبناني فعليا وحرفيا متروكا من دون اي حماية اجتماعية.
حماية مفترض ان يؤمنها مجلس الوزراء علما انه حتى الساعة لا يوجد اي مؤشر يدل على قرب دعوة الرئيس نجيب ميقاتي بالتوافق مع الرئيس عون لعقد جلسة وذلك لاصرار ثنائي امل حزب الله، على حل ما بات يعرف بمشكلة القاضي بيطار قبل اي اجتماع…
بالمختصر، جو ترسيم الحدود البحرية يبدو ايجابيا، ولكنه لا يترجم على الاقل الان في يومياتنا.
الجو السياسي مشحون، وينعكس سلبيا على حياتنا التي حاول البعض تحسين ظروفها، فسقط ضحية احتيال جديد، قضى على ما تبقى من امواله…