IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الخميس في 30/3/2023

بين “الذكاء الأصطناعي” و”الغباء الطبيعي”، لا يصعب الاختيار. العالم اليوم منقسم، بين من يسعى إلى أن يكون من بلدان “الذكاء الأصطناعي” وبين أن يبقى في “الغباء الطبيعي”.

لبنان، حتى إشعار آخر في المعسكر الثاني، فحين يكون منسوب الغباء مرتفعا أكثر من منسوب الذكاء، لا يعرف كيف ينتخب رئيسا وكيف يشكل حكومة وكيف يجري إصلاحات في مختلف القطاعات وكيف يتفق مع صندوق النقد الدولي وكيف يكافح الفساد وكيف يقدم حاملي الأدمغة على حاملي بطاقات التوصية من هذا الزعيم أو ذاك. حين يكون كذلك، فلا بد أن يبقى في مستنقع الغباء.

خففوا من أحمالكم، سلموا هذه المعضلات الآنفة الذكر إلى “الذكاء الاصطناعي” بدل غبائكم الطبيعي، فلعله يعطيكم الأجوبة المطلوبة والأسماء المطلوبة، أعطوه المواصفات فيعطيكم إسم الرئيس، أعطوه أرقام الصرف فيعطيكم مكامن الهدر، أعطوه عدد النازحين بالمقارنة مع عدد اللبنانيين فيعطيكم حجم المخاطر.

لا نتحدث عن Science fiction بل عن حقائق أصبحت دامغة، العالم يعيش في عصر الذكاء الاصطناعي، ولبنان يعيش في تخلف الأنترنت، الموظفون يطالبون بتصحيح أجورهم، والوزير يفتش عن مازوت لمولدات المحطات. الخليوي يحتاج إلى أكثر من مكالمة لأجراء مكالمة واحدة، وتبدلت العبارة من “الرجاء عدم تكرار المحاولة “إلى عبارة” الرجاء تكرار المحاولة؟

الذكاء الاصطناعي هو أحدث الثورات التكنولوجية، كانت الآلة الحاسبة “صرعة” إذ كيف تحتسب عشرات الأرقام بثوان، منعت أحيانا في المسابقات. لحقها غوغل، وراجت عبارة “غوغلها”، اليوم الذكاء الاصطناعي تخطى غوغل بأشواط، فإلى أين سيصل هذا العلم؟ سيغير هذا النظام طريقة عمل الناس وتعلمهم، وسفرهم، وحصولهم على الرعاية الصحية، وتواصلهم مع بعضهم بعضا. صناعات بأسرها ستعيد توجيه أعمالها على أساسه. خرج الذكاء الاصطناعى من المختبرات ومن صفحات روايات الخيال العلمي، ليصبح جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية. واليوم أصبح إستخدام الذكاء الاصطناعي حيويا وضروريا ولا غنى عنه، وهنا الخطر الكبير.

هل يمكن ان يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء الطبيعي اي ذكاء الانسان؟ هذا السؤال يشغل العالم، خصوصا لما يحمله من مخاطر.

بات مصطلح “الذكاء الاصطناعي” كثير الاستخدام هذه الأيام، لدرجة أن البعض أصبح يتخوف من أنه قد يعني سيطرة الآلات واضمحلال دور البشر، إذ يخشى أن يحل محل الطالب في تقديم الامتحانات ومحل الطبيب في وصف العلاجات ومحل المهندس في رسم الخرائط ، فهل اخترع الانسان شيئا ليقضي عليه؟

لا نطرح في لبنان مثل هذه الهواجس لأننا بعيدون عنها، بهذا المعنى هل لبنان في نعمة أم في نقمة؟ نتحدث عن الذكاء الاصطناعي فيما لا نعرف في أي لحظة تتوقف الانترنت فننقطع عن العالم ونعود بلحظة نصف قرن إلى الوراء. الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى انترنت، والانترنت تحتاج إلى كهرباء والكهرباء تحتاج إلى مازوت، وإذا لم يتوافر المازوت نلجأ إلى موتور الاشتراك، كما نلجأ في المياه إلى الصهريج، للأسف، الذكاء الاصطناعي في لبنان عبارة عن موتور وصهريج، لماذا؟ لأن الغباء الطبيعي الرسمي لم يعرف على مدى ثلاثين عاما كيف يؤمن الكهرباء والمياه.

قبل الدخول في تفاصيل النشرة، علمت الLBCI ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يزور فرنسا ويلتقي غدا باتريك دوريل.