إنشغل العالم بالضربة التي وجهتها الولايات المتحدة الأميركية في العراق وسوريا، وكان لافتا أن الضربة لم تشمل إيران، علما أن واشنطن تحمّل طهران مسؤولية وقوفها وراء حلفائها, سواء في العراق أو في سوريا أو اليمن. لم يعد مهمًا عدد الأهداف، وهي بالمناسبة خمسة وثمانون هدفًا. ولم يعد مهمًا عدد القتلى، وهو بلغ الأربعين. المهم أن واشنطن وطهران تلتزمان الضرب تحت السقف، وباللغة الرائجة، تلتزمان قواعد الاشتباك. فوزارة الدفاع الأميركية تقول إنها لا تريد حربا مع إيران، ولا تعتقد أن طهران تريد حربا كذلك.
في المقابل، صعَّدت إيران لهجتها، لكنَّ هذا التصعيد لم يتجاوز الحدود الكلامية، فرأت أن الغارات “مغامرة وخطأ استراتيجي آخر ترتكبه الحكومة الأميركية، ولا نتيجة لها سوى ازدياد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.
في لبنان، انشغل اللبنانيون بالتعميم الذي أصدره حاكم مصرف لبنان بالإنابة، والذي حمل الرقم 166، ويقضي بدفع مئة وخمسين دولارا شهريا لكل مودع, وحدد التعميم شروط الإفادة منه. حتى الساعة لم يظهر رد فعل المصارف ولاسيما تلك غيرُ القادرة على تطبيقه بشكل دائم، كذلك لم تظهر مواقف المودعين منه.