على غرار نتائج الانتخابات الطالبية في الجامعات في لبنان، حيث يقول كل فريق أنه فاز. هكذا نتائج الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية، الجميع يقول إنه فاز، أما كيف؟ فهذه المدرسة اللبنانية في الاحتساب:
المرشح جهاد أزعور نال 59 صوتًا، وفريقه يقول إنه فاز.
المرشح سليمان فرنجيه نال 51 صوتًا، وفريقه يقول أنه فاز.
ازعور احتاج إلى ستة اصوات ليصبح رئيسًا، لكنه فاز. وفرنجيه احتاج إلى أربعة عشر صوتًا ليصبح رئيسًا للجمهورية، لكنه فاز.
ما هو مفهوم الفوز؟ عند الفريق الذي انتخب أزعور، الجلسة أثبتت أن هناك تسعة وخمسين نائبًا قالوا لا لثنائي حزب الله – حركة أمل. ومفهوم الفوز عند الفريق الذي انتخب سليمان فرنجيه انه قفز فوق الخمسين صوتًا، أي بزيادة صوتين عما ناله مرشح زغرتا ميشال معوض الذي نال في إحدى الجلسات تسعة وأربعين صوتًا، وهذه حسابات زغرتاوية ربما هي أهم من الحسابات اللبنانية.
في القراءات لِما جرى اليوم:
المرشح أزعور لم ينل أي صوت شيعي.
المرشح فرنجيه لم ينل أي صوت درزي.
أحد الألغاز في جلسة اليوم “الصوت السني” وكيف توزَّع؟ وتفكيك هذا اللغز يمكن أن يضيئ حقيقة ما جرى.
في مجمل ما حصل، جلسة اليوم فضيحة وجرصة بكل المقاييس: على غرار “تمخض الجبل فولَد فأرًا”. هكذا اليوم، تمخضت الجلسة فولدت فشلًا.
فشل في انتخاب رئيس، وفشل في تنظيم الجلسة، وفشل في فرز الاصوات حيث اختفى صوت ولم يُعثَر عليه حتى الساعة، وفشل في المحافظة على النصاب إلى الدورة الثانية.
النواب خذلوا ناخبيهم، فرَّطوا في الأمانة التي أولوهم إياها ، فرَّطوا في الثقة التي أعطيت لهم. بلدٌ يغرق، ومن دون رئيس منذ سبعة أشهر ونصف شهر، ومع ذلك يتلهون بقشور الأصوات.
أما “استاذ” اللعبة الرئيس نبيه بري، فيحذف صوتًا وكأنه لم يكن ويطلب تلاوة المحضر، أما الصراخ بأن الجلسة غير دستورية، فيعالجه الاستاذ بقطع الكهرباء في الميكروفونات أمام النواب، في هذا الوقت يبدأ نواب بالمغادرة فيطير النصاب. لكم أن تتخيَّلوا برج بابل هذا، ولا يُعرَف متى تكون الجلسة الثالثة عشرة.
ستتوالى القراءات تباعًا، ولكن أولًا، ماذا جرى اليوم؟.