إثنان دخلا مسار انتهاء المهل: حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والموفد الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان.
سلامة آخرَ هذا الشهر، ولو دريان في أيلول…
الجامع المشترك بين مهلة سلامة ومهلة لودريان، هو المجهول لِما بعدهما.
سلامة يغادر في آخر تموز فيما لم يتبلور الوضع لِما بعده، ولودريان يغادر في أيلول، من دون أن يتبلور مصير المبادرة الفرنسية، في حال لم يتم انتخاب رئيس قبل مغادرته.
فقد غرَّد الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والقريب من دوائر القرار الفرنسي, الذي سبق أن رافق الرئيس ماكرون في زيارته للبنان، فكشف محضر لقائه القادة اللبنانيين في صحيفة “لو فيغارو”، ما سبّب له أزمة مع الرئيس ماكرون الذي وبَّخه أمام الإعلام، غرَّد أن مهمة جان إيف لو دريان تنتهي في غضون شهرين أو ثلاثة، بعدما سُمّي لأدارة “الوكالة الفرنسية لتطوير العلا”، وهذه التسمية تجري بالتوافق بين فرنسا والسعودية لأن المملكة هي التي تموِّل هذه الوكالة، وقد رصدت لها هذه السنة ستين مليون يورو.
بهذا المعنى يكون إسم لودريان بتسمية فرنسية وتزكية سعودية.
من هنا إلى أين؟
الغموض سيد الموقف في ظل تمسك الطبقة السياسية بالطرح التقليدي بعيدًا من طرح منطق “السلة” أي رئيسٍ يملك رؤية، وبالتعاون مع رئيس الحكومة والحكومة، توضع الخُطط عبر القوانين والمراسيم التي تساهم في دفع المجتمع إلى الأمام نحو حياة أفضل.
وأساس الرؤية هو الإقتصاد المبني على الإنتاج والاستثمار لا على الاقتصاد الريعي أي الاقتصاد الكسول.
أين القوى السياسية من هذا الطرح؟
القوى السياسية ما زالت عند خط التفتيش عن معنى كلمة: رؤية أو vision، وإلى أن تجد المعنى، سينتظر اللبنانيون كثيرا بعد سلامة وبعد لودريان، وقد ينسَون أن هناك فراغا في موقع الرئاسة، وهذا الفراغ سيتمدد طالما أن لا انتخابات.