يعرف كل النواب ألا مهرب من اقرار قانون الكابيتال كونترول, فهو احد المطالب الرئيسية لصندوق النقد الدولي, تماما كما يعرفون ان اقرار القانون الان, قبل اقل من شهر على موعد فتح صناديق الاقتراع هو بمثابة انتحار انتخابي.
ولكن ما يعرفه النواب ولا يقولونه, ان لا مال في البلد, وان الدولارات في المصرف المركزي تكاد تجف, وان كل يوم تأخير في اقرار قانون الكابيتال كونترول, وغيره من القوانين الاصلاحية التي فرضها صندوق النقد الدولي للقبول أصلا برفع ورقة الاتفاق مع لبنان الى مجلس ادارة الصندوق لبدء درسها , سيؤدي الى استنزاف سريع لما تبقى من اموال المودعين.
اليوم, علا الصراخ في مجلس النواب وفي محيطه.
في الخارج , الناس تريد اموالها.
وفي الداخل النواب مقسومون.
جزء يريد اقرار القانون لاقتناعه به.
جزء يريد اقرار القانون تحت ضغط صندوق النقد الدولي الذي أكد ان القانون يحمي اموال المودعين, و لا سيما الصغار منهم.
جزء يريد رميه امام المجلس الجديد ما بعد انتخابات الخامس عشر من أيار.
وجزء يحاول شراء الوقت, لعلمه أن ما تبقى من نيسان لن يسمح سوى بعقد جلسة عامة واحدة لاقرار قوانين, من بينها الكابيتال كونترول, اذا انهت اللجان دراستها…
هذا الجزء, يربط بين الكابيتال كونترول وخطة التعافي المالي التي ستدرسها الحكومة في جلستها غدا, علما ان الرئيس نجيب ميقاتي ارسل نسخة عن الخطة المبدئية عصرا الى النواب, لوضع الملاحظات على مضمونها.
فهل من رابط بين الكابيتال كونترول والخطة؟
يقول المدافعون عن القانون, انه بعد انهيار النظام المالي القائم, سيؤمن اقرار الكابيتال كونترول انتظام حركة الرساميل والسحوبات ونظام المدفوعات, من اجل عودة الدورة الطبيعية للاقتصاد.
وتاليا, لا علاقة للقانون بمصير الودائع ولا بخطة التعافي, التي هي خطة اقتصادية بحتة.
اما المعارضون للقانون, فيؤكدون انهم سيتصدون له, ان لم يأت مواكبا لخطة التعافي الواضحة, التي يدرك المودع بموجبها كم تبقى له من الاموال, وآلية استردادها ولو على سنوات, لان اقراره منعزلا, يعني تقييد الودائع من دون امل بحلول.
بين المعارضين والموالين, تدرس عين التينة الوضع بدقة, وتنتظر ما ستؤول اليه اجتماعات اللجان, ليتخذ الرئيس نبيه بري قرارا بعقد جلسة عامة ربما الاسبوع المقبل, تقر القانون لا سيما وأن الimf أبلغ اللبنانيين ان اثني عشر بلدا حول العالم, يضغط في اتجاه اعداد خطط مع الصندوق, وان اي تأخير سيضع لبنان في اسفل سلم الاولويات, ويؤدي الى نزيف حاد ويومي في ما تبقى من احتياطه بالدولار.