إنها “جمهورية العد والعداد ” واللبناني غارق بينهما:
انتهت الانتخابات النيابية منذ ثمانية أيام وما زال العد شغالا: “كتلتي أكبر من كتلتك” … حتى في الصين، بلد المليار نسمة وأكثر ، ينتهي العد في اربع وعشرين ساعة.
عندنا في بلد الأربعة ملايين ، ما زال العد قائما منذ اسبوع، ودخلنا الاسبوع الثاني بنجاح منقطع النظير.
في ” جمهورية العد والعداد ” ننظر إلى عداد المازوت والبنزين لنقابله بعد الملايين, ونترحم على زمن كانت فيه صفيحة البنزين بـ 24 ألف ليرة.
في ” جمهورية العد والعداد ” ، خرجت معامل توليد الكهرباء عن العمل, فعدنا تحت رحمة عداد المولد .
في “جمهورية العد والعداد” ارتفعت صرخة أعداد مرضى غسيل الكلى ، وارتفعت صرخة سائر المرضى في غياب الأدوية والعلاجات ، أو على الأقل في ظل شحها .
في ” جمهورية العد والعداد ” تتدهور الأوضاع من سيء إلى أسوأ ، فيما الجميع يرصدون ويترصدون بعضهم بعضا ، ويتلهون بتوصيفات لم تعد تقدم أو تؤخر : منظومة، سياديون ، تغييريون ، تقليديون .
ماذا بعد التسميات والتوصيفات ؟ ماذا عن جدول اعمالكم؟ متى انتخاب رئيس ونائب رئيس لمجلس النواب؟ ماذا عن استشارات التكليف ثم التأليف ؟ ماذا لو لم تؤلف حكومة جديدة وبقيت حكومة الرئيس ميقاتي تصرف الأعمال ؟ هل يبقى رئيس الجمهورية في بعبدا لأنه قد لا يسلم السلطة الى حكومة تصريف اعمال؟ وهذا ما ألمح إليه رئيس التيار في كلمته أول من أمس . في هذه الحال نكون أمام فوضى غير منظمة ، ولكن فوضى, في ظل دولار مفقود, ودواء مفقود, وخطة تعاف اقتصادية مازالت حبرا على ورق .
في التطورات النيابية وفي المواقف البارزة، يمكن تسجيل ثلاث نقاط:
الأولى، فك الحصار الاسمنتي عن ساحة النجمة .
الثانية، اجتماع نواب 17 تشرين هذا المساء لتنسيق المواقف.
والثالثة، كلمة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري ، في ذكرى اغتيال المفتي الشيخ حسن خالد.