كثافة في التسريبات، شح في المعطيات، هذه هي الصورة: من ملف الرئاسة، وما يرافقه من اجتماعات باريس، إلى ملف تشكيل الحكومة إلى ملف الترسيم وصولا إلى الملفات الحياتية والمعيشية.
في ملف الرئاسة، لا جديد سوى اجتماعات باريس التي على ما يبدو لم تفض إلى تقارب فرنسي سعودي بسبب المقاربة السعودية التي لم تتبدل منذ تحديد سقفها أن لا موافقة سعودية على أي تركيبة سياسية في لبنان يكون فيها حزب الله… هذا الحزم أوقع الجانب الفرنسي في إرباك، وهذا الجانب يخشى مجددا حرق أصابعه بعد الخيبة الفرنسية في آب 2020، بعد انفجار المرفأ، ولم ينفع الزخم الفرنسي الذي تمثل بزيارتين متقاربتين للرئيس الفرنسي للبنان، في حلحلة الأمور.
فرنسا اليوم غير فرنسا 2020، تعيش اليوم تداعيات الحرب الاوكرانية الروسية: وزراء الطاقة في دول الاتحاد الاوروبي سيجتمعون آخر هذا الشهر لمناقشة إجراءات الطوارئ لوقف الارتفاع في أسعار الغاز والكهرباء، وباشرت العاصمة الفرنسية وقف إضاءة المباني البلدية ليلا بسبب أزمة الطاقة.
انطلاقا من هذه المعطيات، هل ينكفئ الفرنسي من أن يكون ناخبا في الرئاسة اللبنانية؟
ليس بعيدا من هذا الملف، سجلت اليوم خطوة من حزب الله في اتجاه البطريركية المارونية، البطريرك الراعي استقبل وزير الأشغال، وهو وزير حزب الله، علي حميه، وكان لافتا أنه حمل معه إلى البطريرك الراعي كعك العباس، لمناسبة أربعين الإمام الحسين، وقد كان التحلية على مائدة الغداء، كما قال.
في الملف الحكومي، العقدة متوقفة عند إبقاء الحكومة على ما هي عليه، مع تعديل طفيف، وهذا ما يرفضه رئيس الجمهورية، وبين مطلب رئيس الجمهورية إضافة ستة وزراء دولة، وهذا ما يرفضه الرئيس المكلف.