يا شعب لبنان، الليلة سنزف إليكم أكثر من بشرى: الكهرباء ستعود أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين.
المياه ستصل إليكم بالقساطل وليس بالصهاريج.
لا أدوية مقطوعة، لا مواد غذائية فاسدة، النافعة ستفتح أبوابها، دفاتر السوق ستعطى لمستحقيها، لا حفر في الطرقات، المدارس الرسمية ستبدأ السنة الدراسية كالمعتاد مثلها مثل المدارس الخاصة، تشريعات الإصلاحات أقرت وصدرت المراسيم التطبيقية في شأنها، ناهبو المال العام في السجون أو إلى السجون بعدما ثبتت عليهم تهم النهب والفساد، مفتعلو الحرائق في أيدي الأجهزة الأمنية، موظفو القطاع العام عادوا إلى مكاتبهم بعدما أعطوا حقوقهم، الضمان عاد يسدد ما عليه للمضمونين، بعدما توافرت الأموال.
بالإمكان تصور كل هذه الإنجازات قد تحققت، وبعد كل ذلك جرى التفرغ إلى نور حجار!
كثيرون سيسألون: من هو نور حجار؟ نور حجار كوميدي، أنتج منذ خمس سنوات “سكتش” سمى فيه سورا من القرآن الكريم، آنذاك مر السكتش، اليوم هناك من نبش السكتش ووزعه على مواقع التواصل الاجتماعي فقامت الدنيا ولم تقعد، وتحرك المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات وتم توقيف نور حجار.
البلد بألف خير ولم يعد ينقصه سوى الاقتصاص من نور حجار…
ليس فقط هناك قوانين بالية… بل هناك تفكير بال، ففي أي مجاهل يعيش هؤلاء؟ وكيف يعتقدون بأن توقيف كوميدي بسبب اسكتش مجتزأ عرض منذ خمس سنوات، يمكن أن يكون عملا لا يضرب لبنان والحريات فيه أو ما تبقى منها.
لا يا سادة، لم يتحقق شيء من كل ما سبق، لا بل ازدادات الانهيارات، وليس نور حجار سوى واحد منها.
لبنان في وضع ترقب وتوتر: ترقب لما سيحمله وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان ولما سيحملة آموس هوكستاين، ترقب للموفد الفرنسي جان إيف لو دريان، وترقب لما سيصدر عن مجلس الأمن الدولي في شأن قوات الطوارئ الدولية، وترقب لما ستؤول إليه قضية الحاكم السابق لمصرف لبنان بعد مخاصمته للدولة.