4 آب صار إسمًا، لم يعد تاريخًا، كأن تقول: قنبلة هيروشيما أو قنبلة ناغازاكي أو 11 أيلول. لكن الأسماء الآنفة الذِكر، عرِف مَن قام بها، وظهرت حقيقتها، فيما 4 آب لا يزال يتيم الأب أو يتيم المجرِم أو يتيم الحقيقة. 4 آب 2020، مئتان وثلاثٌ وثلاثون ضحية، أربع سنوات مرَّت، ولا ورقة في الملف، ولا موقوفًا خلف القضبان، ولا تحقيق وصل إلى نهاياته، كأن هناك تواطؤًا بين الداخل والخارج على طمس الحقيقة وإغراقها مع بعض الضحايا وتدميرها كما دُمِّرت الإهراءات ونصف بيروت، فبعض الداخل مُهمِل ومقصِّر ومتواطئ وعاجز، والخارج، بما يملك من قدرات تكنولوجية، لم يتعاون مع لبنان ويسلِّمه ما يحتاج من صور عبر الأقمار الصناعية، والنتيجة: حقيقة تفجير المرفأ تغرق شيئًا فشيئًا لتضيع في المياه التي امتزجت بالدماء والدموع.
لبنان والمنطقة يعيشان أجواء الحرب ومؤشراتها، من دون اي معطى عن كيف ستكون طبيعتها، إيران وحزب الله أعلنا انهما سيردان ، من دون تحديد طبيعة الرد، وإسرائيل تستعد لأي ضربة محتملة. والتحذيرات في لبنان تتصاعد وتتوالى: السفارة السعودية في لبنان جددت دعوة مواطنينها لمغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري التزاما بقرار منع السفر إلى لبنان”، المفروض منذ أيار 2021. فرنسا وإيطاليا حثتا رعاياهما على المغادرة أيضًا.
في سياق الأجواء القائمة، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد غد الثلاثاء، في خطاب له في ذكرى اسبوع فؤاد شكر. الملاحظ ان السيد نصرالله كثف من إطلالاته على عكس ما كانت عليه هذه الإطلالات مطلع الحرب.