في القاهرة التفاوضُ، وفي تل ابيب العويل، وعلى ارضِ غزةَ ثباتٌ بالموقفِ وبالنوايا للوصولِ الى حلٍّ يَليقُ بتضحياتِ وصمودِ الفلسطينيين.
ومعَ زحمةِ التاويلاتِ والتحليلاتِ وحتى التشويشِ الصهيوني، فانَ الخبرَ اليقينَ حولَ مفاوضاتِ وقفِ الحربِ على غزةَ طَيُّ كتمانِ الابوابِ المغلقة، مع دقةٍ في تقديرِ المرحلةِ عزَّزَها وصولُ مديرِ المخابراتِ الاميركية وليام بيرنز الى القاهرة ومِن ثَمَّ تل ابيب.
والى القاهرة وصلَ وفدُ حركةِ حماس حاملاً ورقةَ الردِّ على الورقةِ الصهيونيةِ مُعمَّدةً بالثوابتِ الفلسطينيةِ كضرورةِ وقفِ اطلاقِ النار، والانسحابِ الصهيوني من غزةَ وعودةِ النازحين، معَ التمسكِ بايجابيةِ النوايا في التفاوضِ لما فيه مصلحةُ الشعبِ الفلسطيني.
اما المصلحةُ الشخصيةُ لبنيامين نتنياهو ومن يشاركُه الحكمَ فلا تزالُ تعبثُ بكلِّ محاولاتِ الوسطاء، وتبعثُ بمؤشراتٍ سلبيةٍ تثيرُ الرِّيبةَ حولَ نواياهم الخبيثة، عبرَ تكرارِ التهديدِ والتهويلِ بالزحفِ الى رفح بغضِّ النظرِ عن ايِّ اتفاقٍ لتبادلِ الاسرى بحسَبِ مصادرِه المقرَّبة، ما يعززُ الموقفَ الفلسطينيَ بضرورةِ وجودِ ضماناتٍ وتوضيحاتٍ في ورقةِ الاتفاقِ تَقيهِ غدرَ وتحايلَ هؤلاءِ الصهاينة.
اما التذاكي بكسبِ الوقتِ فانه لن يوصلَ حكومةَ نتنياهو الى مكانٍ بحسَبِ اشهرِ الجنرالاتِ اسحاق بريك، الذي انذرَ الصهاينةَ قادةً ومستوطنين من انَ استمرارَ الحربِ سيأخذُهم لا محالةَ الى الانهيارِ العسكري والاقتصادي والاجتماعي.
وباجماعِ خبرائِهم فانَ جبهاتِ الاسنادِ لا تزالُ تُعقِّدُ الحساباتِ وتُضيِّقُ الخيارات، مع الاخذِ على مَحملِ اليقينِ وصولُ اليمنيينَ الى مياهِ المتوسطِ بصواريخِ ومُسيَّراتِ اِسنادِهم لاطباقِ الحصارِ على الكيان، وثباتِ المقاومةِ الاسلاميةِ في لبنانَ على اعدام الحياة في الشمال، مع الدقة في عملياتها والاتقان في تحقيق اهدافها بحسب المستوطنين والخبراءِ الصهاينة.
ومع كلِّ هذا التطويقِ للخياراتِ الصهيونيةِ فانَ صدى طلابِ الجامعاتِ الاميركيةِ والاوروبيةِ يهزُّ العمقَ الاستراتيجيَ في تل ابيب، ولن يُهدِّئَ من خطرِه كلُّ محاولاتِ الشرطةِ الاميركيةِ والفرنسيةِ والالمانيةِ وغيرِها بفضِّ تلك الاعتصاماتِ بكثيرٍ من العنفِ والوحشيةِ وضربِ كلِّ ادعاءاتِ الحريةِ والديمقراطية.