بنصف نهار أحيا لبنان الرسمي عيد الاستقلال، وبخلوة من عشرين دقيقة في بعبدا تكثف الدخان الأسود فوق التأليف، وازداد الواقع تعقدا مع اصرار الرئيس المكلف على رمي مشكلاته في ملاعب الآخرين.
اليوم، حرم اللبنانيون من أقصوصة خبر مفيد في قصة الحكومة، واستمر حرق الأوراق الرابحة وطنيا مع الامعان بابعاد الحلول، وتكبيل طروحات تعبر بلبنان إلى ضفاف العمل السياسي. فهل اعتاد المكلفون عد الأيام المثقلة بالتصريف، وهل قرروا الذهاب إلى العام المقبل من دون تسهيل تمثيل “اللقاء التشاوري” بوزير من حصة السنة في الحكومة؟.
“حزب الله” اعتبر الاستقلال مناسبة وطنية جامعة توجب على اللبنانيين جميعا التكاتف والتوحد والتعاون للمحافظة على الاستقلال بعينه، ومنه على لسان رئيس مجلسه التنفيذي دعوة للجميع لقراءة التاريخ قبل التفكير بأن يكونوا أعداء للمقاومة أو ان يكونوا في خدمة أعدائها.
على جبهة الأعداء، الاحتلال لا يكاد يلوح بتهديد حتى يأتيه الوجع من خاصرته، وجبهته الداخلية تنكشف عجزا وضعفا أمام محور المقاومة يوما بعد يوم، وخصوصا بعد صفعة غزة وتأكيد انجازها ضد عدوان يستمر في القدس المحتلة على أملاك الفلسطينيين، وفي حي سلوان، ادعاء بيهوديته قبل قيام الاحتلال.
في الصورة أيضا، تل ابيب الغارقة في وحول التطورات الكبرى المهددة لها في المنطقة، تتمسك بمعبر عربي يقيها الاختناق التام وبما يوفره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في ترتيب زيارات الصهاينة إلى العواصم العربية، ولسبب كهذا تجب حمايته من تداعيات قضية جمال خاشقجي عبر التدخل لدى واشنطن وتخفيف الضغط عليه منعا لاقالته، وفق الاعلام العبري.