سحب اسم من التداول الوزاري ولم يسحب الحل، إذا أراد المعنيون العبور بالبلد إلى الشاطئ الحكومي، فالأمر ممكن وفق المبادرة الرئاسية التي لا زالت ترفدها أسماء أربعة وضعها النواب الستة في عهدة رئيس الجمهورية.
جواد عدرا لم يعد يمثل “اللقاء التشاوري”، قال نوابه المجتمعون لتشاور مفتوح، والمجمعون على أن من يسمونه لتولي مقعدهم الوزاري يجب ان يمثلهم حصرا، وهو ما لم يتوفر بموقف عدرا، وللرئيس الخيار بين الأسماء المتبقية. أما الوكيل الحصري للمبادرة الرئاسية اللواء عباس ابراهيم، فقد قال ل”المنار” إن مهمته قد أنجزت، وإن عملية التشكيل في عهدة السياسيين.
وفي عهدتهم أكثر من اشكالية من سيشغل مقعد “اللقاء التشاوري”، فمشاوراتهم دلت على أزمة تعود إلى صلب توزيع الحقائب، في حقبة زمنية يفترض انها قد تجاوزت هذه الجدلية. أما اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن حضور الريسيتال الميلادي في بعبدا، فقد ترك جدلية تطال كل مسار التشكيل، وإن بررها مكتبه الاعلامي بارتباطه بمواعيد أخرى.
موعد آخر مع رئيس مجلس النواب زاد من التساؤلات، فلقاء الربع ساعة بين الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري انتهى بلا تصريح، فيما الكلام الصريح الذي رشح عن اللقاء ان الرئيس بري رافض لمحاولات مناقلات الحقائب في ربع الساعة الأخيرة التي أعادت تعقيد الأمور.
أما المطلوب اليوم فجهد أكبر لانقاذ البلاد، كما قال الرئيس ميشال عون في نهاية الريسيتال.
وفي نهاية مشهد اليوم يبقى السؤال، هل عاد اللبنانيون إلى الدعاء كمسار الزامي وحيد زمن الميلاد المجيد، عله بشفاعة رسول السلام ان يسلم لبنان من واقعه المرير، ويولد الأمل من بين أفكار الشؤم المسيطرة على عقول وممارسات الكثيرين، الذين يمتهنون تضييق ما رحب في شتى الميادين.