بكرت “ميريام” في المجيء إلى لبنان، أخذت الراية عن “نورما”، لها الأمر حتى الخميس المقبل بقرار واحد موحد على جميع الأراضي اللبنانية، تحمل الخيرات والبشرى: ثلوجا وأمطارا بعيدا عن تيارات السياسة الغارقة في خلافات عاتية، ومجار ضاعت فيها الحكومة لأشهر، ومزاريب فساد وإفساد أرهقت الدولة لعقود ولا تزال.
واستباقا لطوفان الشوارع، وما ستكشفه العاصفة عن بنى تحتية مهترئة تتوارثها الحكومات المتعاقبة، تظاهر ناشطون في مختلف المناطق تحت شعار “إلى الشارع للانقاذ ومحاربة الفساد”.
لم يترك المحتجون شعارا يعبر عن ألم ووجع الناس إلا أطلقوه، لكن كيف السبيل إلى إزالة هذا الكم الهائل من الجليد المتراكم على عقول وقلوب بعض المسؤولين، والغشاوة عن عيونهم؟.
التحركات الشعبية اليوم اقتصرت على المناطق، وعلى موعد مع التظاهرة الأكبر التي ستقام نهار الأحد القادم وسط بيروت، بالتزامن مع القمة الاقتصادية.
وللتباحث في الأوضاع الاقتصادية والمالية، عقد اجتماع طارئ برئاسة الرئيس عون في قصر بعبدا، وبيان ختامي لطمأنة المعنيين. فإعادة هيكلة الدين العام غير مطروحة على الاطلاق، والدولة ملتزمة تاريخيا وحاضرا ومستقبلا بالمحافظة على حقوق المودعين والمصارف وحاملي مختلف سندات الدين السيادية، جاء في البيان.
وإن كانت “ميريام” ستحجب الرؤيا في عدد من المناطق، فإن التصريحات التي يطلقها المسؤولون الأميركيون خلال زيارتهم للبنان والمنطقة، لن تخفي حقيقة ساطعة. “حزب الله” يؤكد أن الحراك الأميركي لن يحجب مشهد تقهقر واشنطن مع قرار ترامب سحب قواته من سوريا، يقول عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق.
كذلك فإن القنابل الدخانية التي يلقيها حليفهم رئيس وزراء العدو بالحديث عن تدمير أهداف إيرانية في سوريا، أو استعراضات على الحدود، لن تخفي حقيقة المأزق الذي يعيشه بنيامين نتانياهو مع هذه العواصف التي تهدده وكيانه من كل الجبهات، حيث مقاومون لا تهز عزيمتهم ثلوج وصقيع.