لأن الارهاب فعل ثقافة عنصرية، وليس انتماء ديانة كان عابرا للمذاهب والاديان والمناطق والالوان، وابشع الوانه اليوم مذبحة نيوزيلندا غير المعزولة عن ذاك الفعل الذي ادمى العالم.
ليس صدفة ان يكون الارهابي هنا متأثرا بافكار الرئيس الاميركي دونالد ترامب العنصرية. والارهابيون في سوريا والعراق مدعومون من هذا الرئيس واترابه.
فتربة التطرف الخصبة المروية من ثقافة التحريض والعنصرية تنبت ما نشهده من قتل في مساجد نيوزلندا، كما قتلت وتقتل في مساجد باكستان وافغانستان والعراق وأكثر من مكان.
ثقافة تارة تحرك افرادا كما حدث اليوم واوقع نحو خمسين شهيدا، وطورا تحرك جماعات تحت مسميات داعش والنصرة وبوكو حرام وغيرها.،ثقافة منشؤها فعل كيانات ودول، وابرز تجلياتها ارهاب العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين، وحرب الابادة على اليمنيين.
وبعيدا عن اليمين واليسار والشرق والغرب، فان فعل الاستنكار لم يعد يكفي، وان السكين التي شحذت لتفتيت الشعوب الفقيرة لن تنجو منها الدول الغنية، ومثال الرفاه الانساني نيوزيلندا وقبلها كندا وحتى اميركا خير دليل.
انها العنصرية الآفة المجتمعية التي تؤمن بالأحادية وترفض التعددية، انها داعش وترامب ونتنياهو والكثير الكثير من حلفائهم وصولا الى القاتل الاسترالي في نيوزلندا.
ولكي لا تقتل الفرادة اللبنانية التي يحتاجها العالم اليوم مثالا للتنوع، هل من امكانية لنبذ العنصرية التي يغذيها هؤلاء القتلة امتدادا لمشاريعهم التدميرية؟ هل من يسكت منابر الفتنة والتحريض المحلية والاقليمية والدولية؟ وهل من اجوبة قاطعة للرسائل التي سيحملها ممثلهم مايك بومبيو الى لبنان قريبا؟
ولكي لا يقترب اللبنانيون من اليأس مجددا مع ترنح الوعود وتناقض المقترحات والخطابات، اين حكومة الى العمل وفق الاجندة والاولويات اللبنانية، وابرز الملفات اليوم النازحون وما يريده العالم من توطينهم كما قال وزير الخارجية اللبنانية.