وإن أقفل الصهاينة باب الرحمة في المسجد الأقصى، وهو دينهم وديدنهم عبر التاريخ، فإن الله يفتح ألف باب رحمة ورحمة على أيدي رجال صامدين مقاومين. فمن حيث لم يحسب المحتلون، ومن باب دكان صغير، خرج مقاوم ليفتح أبواب الجحيم على مغتصبي الأرض. ليس المشهد هوليووديا، بل فعل مقاومة.
خرج الشاب الفلسطيني يحمل سكينا صغيرا، يطعن جنديا ويستولي على سلاحه، ليبدأ فصل مثير آخر، يطلق النار باتجاه سيارات المستوطنين والجنود، وينسحب من المكان باتجاه قرية “بروقين”، ويشتبك مجددا مع جنود الاحتلال، بحسب وسائل اعلام العدو. ومع هول الصدمة، وحجم العملية يبدأ العدو بالحديث عن مجموعة منفذين ليبرر استدعاء القوات الخاصة وجماعات المستعربين.
فهل يهرب بنيامين نتنياهو إلى الأمام، وهو المحاصر بملفات الفساد والمتربصين من خصوم سياسيين؟. فالخيارات تضيق أمامه على أعتاب انتخابات الكنيست التي ستحدد مستقبله السياسي، والمجازفة بالتصعيد على قطاع غزة دونها محاذير، ألمحت إليها صحافة العدو سخرية بالقول: العملية في الضفة الغربية على غرار صواريخ غزة، تمت عن طريق الخطأ، في إشارة إلى الصاروخين اللذين أطلقا باتجاه تل أبيب قبل أيام قليلة.
وأيا تكن الخيارات أمام رئيس وزراء العدو، فإن خرق اليوم يثبت أن كل اجراءات القمع والتضييق في الضفة والقدس المحتلتين، لن تمنع مقاوما آخر من أن يشحذ همته ويسير على هدى بطل “سلفيت” ومن سبقوه من الجبارين والأعرج ومطير، وغيرهم كثيرون، ممن دونوا في سجل المقاومين بأن الطريق إلى تحرير فلسطين، كل فلسطين، لن يكون إلا بالرصاصة والسكين، وكل ما ملكت ايمانهم من وسائل مشروعة لمقاومة المحتلين.
المحتلون الذين لا شك يقلقهم اجتماع هام سيعقد غدا في دمشق، يجمع رئيس هيئة الأركان الايرانية ونظيريه العراقي والسوري، والهدف إغلاق كل بوابات الارهاب.
ويبقى الدعاء أن يفتح الله أبواب الرحمة على اللبنانيين، ليعود الوئام بين السياسيين، وينطلق قطار الحكومة، وحتى لا يقفل ما تبقى من باب أو بالأحرى طاقة نور يستمدون منها أملا بالتغيير.