هي الارض التي تحيى باهلها، فتصبح عصية على الايام، وتتقدس بتضحيات ثوارها فتخلد كشمسها وزيتونها المحفور في عمق الزمان.
هي الارض التي تختصر القضية، وتختصرها كلمة فلسطين كل فلسطين، من نهرها الى بحرها، من فائها الى نونها وما بينهما كل احرف الجهاد والتضحيات التي باتت ترسم المعادلات من عمق الارض المحتلة عام ثمانية واربعين الى اسوار القدس وساحات غزة الهادرة فوق رؤوس المحتلين.
عشية يوم الارض تتحضر الارض لتلفظ شهادتها مؤكدة انتماءها بالمسيرات التي تعم كامل الاراضي الفلسطينية، المحتلة منها والمحررة، وصبح الثلاثين من آذار قريب.
وعلى مفترق زمني صادف اعلانا اميركيا بضم الجولان السوري المحتل للكيان العبري، يأتي يوم الارض ليؤكد لدونالد ترامب ولبنيامين نتنياهو واصدقائهما من بعض العرب المتحكمين، ان عمق الارض المحتلة عام ثمانية واربعين تنطق بالضاد المرسخة لامجاد الشعوب العربية “ضد التطبيع”، والا حياة لسيناريوهات البيع والشراء على اوراق السياسة والحسابات الانتخابية، وان حضر نعيق بعض المستعربين بمسميات الواقعية والانفتاح في عصر العولمة والمعارك الدنكيشوتية.
يأتي يوم الارض فيما الاراضي التونسية تتحضر لاستقبال قادة عرب لعقد قمتهم على وقع سيل من الاستنكارات لضم الجولان، هي تماما كتلك التي حدثت يوم نقلت سفارة حليفهم دونالد ترامب الى القدس، ثم عادت لتهدأ باسم الواقعية وصفقة القرن واتسراتيجيات السلام العربية.
فسلام على قمة ترفض ضم الجولان الى تل ابيب، وترفض ان تضم الشعب السوري الى صفوفها عبر الاستمرار بتجميد مقعد دمشق بقرارات تملى على اعضائها.
اما لبنان العضو الناطق زمن الصمت العربي فلا زالت ارضه محمية، وعصية على كل احتلال كما جدد وزير خارجيته اليوم من بلغاريا. اما واقعه الاقتصادي فلا يزال عصيا على الحل رغم كل الجهود التي تبذل كما اخطر اللبنانيين اليوم موفد البنك الدولي.