درس سريع في التاريخ خلال حوار بشأن موضوع مختلف، كان كفيلا بأن يهب الرئيس الأميركي الجولان إلى كيان الاحتلال. هذا ما قاله دونالد ترامب أمام تجمع يهودي في لاس فيغاس، معبرا عن استهزائه بالقوانين والقرارات الدولية.
القرار الذي اتخذ بحضور ديفيد فريدمان سفير واشنطن لدى كيان الاحتلال، وصهره جاريد كوشنر بالطبع، لا يعبر عن سرعة بديهة وقدرة مميزة على استنباط الأحكام، بل عن مدى انسياقه خلف مصلحة الصهاينة، ومسلفا بنيامين نتنياهو ومن خلفه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ما يرغب باسترداده دعما في معركة الرئاسة لولاية ثانية.
وحتى ذلك التاريخ، لا يستبعد أن يطبع ترامب صكوك ملكية لصالح نتنياهو لا تقتصر على الجولان، فكلام الأخير بالأمس عن الضفة الغربية إشارة إلى أنها قد تلقى المصير نفسه.
إشارات فهمت جيدا في لبنان، فعبر رئيس الجمهورية ميشال عون عن مخاوفه بالقول في مقابلة مع التلفزيون التونسي: القدس ضاعت والجولان أيضا يضيع، ونخشى أن يأتي الدور على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. العماد عون وصف ما سمي ب”الربيع العربي” بأنه أقرب إلى الجهنم العربي.
جهنم التي تلفظ حممها هذه الأيام في ليبيا. اشتداد المعارك حول العاصمة طرابلس بين الفصائل المتناحرة، كشف عن وجود قوات أميركية داخل العاصمة مع اعلان القيادة الأميركية العسكرية في افريقيا عن اجلاء جنود ومجموعات تابعة لها في عملية بحرية.
وفي عملية حكومية لبنانية، جلسة حاسمة حول خطة الكهرباء غدا، فهل تصفى النيات، وتنطلق الخطوات نحو كهرباء أربعا وعشرين على أربع وعشرين، أم أن الخلافات ستبقي البلد في التعتيم؟.
على أنه ليس من المقبول بعد الآن التعتيم على الأزمة الاقتصادية في البلد. عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق، يصف الوضع بالخطير وغير المسبوق، مشددا على موقف حاسم وحازم: “حزب الله” لن يسمح بإمرار أي ضرائب على الفقراء، ولن يتخلى عن مسؤولياته في مقاومة الفساد والناهبين للمال العام.