من باب التبانة الذي دخله الكثيرون بعناوين التحريض والأحقاد السياسية، دخله اليوم وزير الصحة جميل جبق بعنوان الواجب الوطني والمهمة الانسانية. وبين أهله الذين أحرقهم السياسيون بمعاركهم وأقاموا لهم المتاريس، ثم رموهم رمادا على ضفاف سيول الحرمان والاهمال التي تعصف بالكثير من مناطق الشمال، حضر الوزير جميل جبق والعنوان: سنخدمكم بأشفار عيوننا.
ليس منة وإنما واجب ضمن مهمة كان يريدها البعض مستحيلة، فاستحالت صرخة لحقيقة مرة عن أبسط حق للمواطن: الدواء والاستشفاء. ولو صرفت بعض الأموال التي غذت رصاصات الاشتباكات بين الأخوة لسنوات، أو تلك التي دفعت لشراء الذمم على أبواب الانتخابات، ضمن خطة وطنية لطرابلس والشمال، لما كانت كشفت زيارة الوزير جبق ما لا يطاق من اهمال وحرمان بحق أهل التبانة والضنية والكثير من مناطق لبنان.
نحن معكم، قال الوزير جبق، ولا تخفيض لموازنة وزارة الصحة زمن التقشف، ولن نطلب زيادة مع معرفة الواقع، لكن بالموجود يمكن أن يكون واقع الاستشفاء الحكومي أفضل بكثير، كما قال.
وللباحثين في نظريات التقشف، الأفضل إقفال أبواب الهدر وجمع أموال الدولة من مرافقها ومرافئها، والتوجه إلى الأغنياء والقادرين قبل مطالبة المواطنين، كما أفصح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في رسالة الفصح. فيجب أن تعمل الدولة بشفافية وجدية، وأن تسرع بالاصلاحات اللازمة، كما قال.
في الاقليم، ومع لازمة الدعوة للتواصل والحوار، كان قلب العراق أكبر من طاعنيه، فجمع برلمانات دول الجوار ممن قدموا شهداء وكل امكاناتهم ليبرأ العراق من الارهاب، ومن أولئك الذين نكلوا باهله عبر سياسات الفتنة ودعم الارهاب.
مؤتمر “العراق.. استقرار وتنمية”، الهدف منه تأمين الاستقرار والتواصل في كل المنطقة ومواصلة محاربة الارهاب، وهي المهمة الأصعب، فلو تمكن العراقيون من اقناع بعض الحضور كف بلادهم عن دعم الارهاب أو ممارسته كما يجري بحق اليمنيين، لاستقرت المنطقة وعاشت في نعيم.