ليس جديدا على الجنوبيين وداع الشهداء، وليس غريبا أن يوارى شهداؤه العسكريون قرب شهدائهم المقاومين.
هكذا كان اليوم المشهد في بلدة برعشيت، مع تشييع الشهيد النقيب حسن علي فرحات الذي جمع مسار وفاء انطلق من الجنوب إلى الشمال، ثم عاد نبراس شرف وتضحية إلى أرض تحتضن تلاحما ماسيا وتكاملا في الانجازات.
التشييع المهيب الذي شاركت فيه القرى الجنوبية، لا يطوي فصل جريمة طرابلس الارهابية، بل يفتحها على مصراعيها على قضايا أخرى، مع اعلان وزير الدفاع الياس بو صعب من برعشيت، أن تحقيقا سينطلق غدا لمعرفة أسباب وخلفيات اخراج الارهابي عبد الرحمن المبسوط من السجن، بعد أن أكد ملفه الأمني تورطه بالارهاب.
رفع الملابسات المحيطة بالجريمة التكفيرية مطلوب، والتحقيقات منتظرة، أكد النائب حسن فضل الله من تشييع الشهيد فرحات، أما الوطن فيسبقى محميا، ولكن على الأجهزة الأمنية اليقظة والاستنفار على مدار الساعة.
ساعات تفصل لبنان عن نهاية عطلة العيد، والعودة بالتالي إلى خضم السياسة وأعطالها وملفاتها التي تتصدرها خلال الأيام المقبلة مناقشة مشروع الموازنة في مجلس النواب بما يحمل من عقد وخروق غير مرغوب بها سجلت في الجلسات الحكومية.